لم يهضم معمر القذافي وقوف العالم بجانب الشعب اللييبي في ثورته ضد النظام، وكثف بحثه عن سبل تخفيف الوطأة عليه بعدما جفت لديه وسائل إغراء شعبه الذي لم تسكته الأموال بقدر ما هيجته الكرامة. * * ومعروف أن الشعوب العربية والإسلامية لا ترضخ للقوة بقدر ما تنحني أمام الفتاوى التي يصدرها الدعاة والمشايخ، سيما المعروفون في السعودية الخليج، فدعم رئيس الرابطة العالمية للعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي لثوار ليبيا، أخلط كل الأوراق لدى صاحب "الكتاب الأخضر"، خاصة وأن القرضاوي كان قد ساند ثورتي تونس ومصر حتى سقوط بن علي ومبارك، ما اضطر القذافي إلى البحث عن البدلاء من الدعاة السلفيين ودفعهم إلى تحريم خروج شعبه عن سلطانه. فبعدما كذب الشيخ المعروف عائض القرني، تصريحات سيف الإسلام القذافي لقناة العربية، والتي قال عنه فيها أنه والعالم سليمان فهد العودة وأئمة آخرون يكفرون المتظاهرين، جاء الدور على الداعية السعودي محمد العريفي، ليستنجد به معمر القذافي ويطلب منه إدانة ما يقوم به شعبه ضده، كما كشف ذلك في خطبة الجمعة وبثتها قناة الراية الفضائية، وذكر القذافي بأنه "زار ليبيا ووقف على حال مزر وبائس لبلد بترولي ينام على أموال طائلة يفترض نصيب كل فرد منها 50 ألف دولار للسنة". وأفرط العريفي في وصف الوضع المعيشي المحزن الذي رآه بعينيه في ليبيا، وأخذ يعد جرائم القذافي الذي نعته ب"الخبيث" و"الفاجر" من سجن وقتل وذبح في حق شعبه. وقال خطيب جمعة أمس، أن مسؤولا ليبيا اتصل به عبر قناة الجماهيرية، بدأ يحلف له بأغلظ الأيمان أن مايقع مجرد طيش شباب في بعض القرى، ووصف مايعرض في القنوات الإعلامية بالمغرضة والكاذبة. وأضاف العريفي "طلبوا مني أن أتصل هاتفيا عبر قناتهم لأقول لليبيين اهدؤوا وهذا ولي أمركم"، فأجبته "بئسا في قولك وتفا على وجهك وأنا أشرف من أن أزكي ذلك الطاغية وأعجب من طاغية أن يلمع نفسه على حساب أصحاب الدين" ، وذكر العريفي بكلام القذافي الذي خطب في شعبه يقول "هل تريدون ان يحكمكم أصحاب اللحى" ليشبهه بفرعون موسى، مضيفا: "والله ما للقذافي من نصير "، ودعا "أهل ليبيا الشرفاء إلى الصبر، قائلا "اعلموا أن القذافي لا يهنأ بأي شيء وهو يرى في كل يوم الموت يرقص بين عينيه وأولاده يرتجفون عمودا من أعمدته يسقط "، وختم الخطبة بدعاء للتعجيل بقذف القذافي في نار جهنم عاجلا وبالصبر للشعب الليبي .