مع مطلع الشهر الثاني للعدوان على لبنان وتصاعد ألسنة لهب نار المقاومة خرت شعبية الثلاثية الحاكمة في الكيان، أولمرت وبيرتس وحالوتس، الذين سبق واعتبرهم حسن نصر الله ب "عديمي التجربة". مراسل "الشروق" في حيفا: تيجان أفندي وجاء تهاوي شعبية رموز المؤسسة الصهيونية الحاكمة في أعقاب سقوط عدد كبير من القتلى العسكريين والمدنيين جراء الكاتيوشا وصواريخ الأر بي جي المضادة للدروع، كما أدت حالة التردد التي لازمت الحكومة الإسرائيلية واستنكافها عن تطبيق قرارها بتوسيع نطاق العمليات البرية الى تصدع الجبهة الداخلية الى حد مطالبة اليمين أولمرت بالفشل الذريع. وكان يوفال شطاينتس قد دعا أولمرت في حديث للإذاعة العامة، أمس، الى تقديم استقالته من الحكومة وإعلان الانتخابات العامة، معتبرا موافقة إسرائيل على مسودة التسوية الأمريكية-الفرنسية "وثيقة استسلام". وأضاف "بعد سنوات سيعاود حزب الله الى مهاجمتنا وفي شروط أكثر قسوة، إضافة الى خطورة خسارتنا في الذهنية والوعي". وكانت صحيفة " هآرتس" قد كشفت أمس أن 80٪ من الإسرائيليين يعتبرون أن الكيان الإسرائيلي لم ينتصر في الحرب على لبنان ويفضلون الخيار الدبلوماسي على توسيع نطاق العمليات البرية، وأشار 43٪ من أؤلئك إلى أنه في مثل هذه الحرب لا يوجد منتصر ولا مهزوم، هذا ما أكده استطلاع رأي أجراه معهد "ديالوج" بإشراف بروفسور كميل فوكس من جامعة تل أبيب، والذي بين أن شعبية إيهود أولمرت هبطت من 75 % الى 48 %، وكذلك وزير الأمن عمير بيرتس انحسرت شعبيته بشكل لافت من 68 % الى 37 %. وأبدى 73٪ من الإسرائيليين عدم رضاهم من معالجة الجبهة الداخلية المتعلقة بالمدنيين. وأكدت "هارتس" في قراءتها لنتائج الاستطلاع أن استمرار الحرب ووقوع إصابات كبيرة في صفوف الجانب الإسرائيلي وتساقط الكاتيوشا إضافة الى "حرب الجنرالات"، كل ذلك أدى الى تآكل شعبية أولمرت و"هارتس" وإعادهم الى حالتهم غير المتألقة قبيل الانتخبات البرلمانية الأخيرة. وأضافت "وحاز نتانياهو على شعبية فاقت شعبية قائد أركان الجيش دان حالوتس ب 11٪ رغم حالة الحرب الراهنة". واعتبر 53 % من الإسرائيليين أن وجه الحرب كان سيبدو مختلفا لو اعتلت قيادات ذات تجربة أمنية سدة الحكم في إسرائيل، كما أوضح الاستطلاع أن مكانة الجيش قد انخفضت بعيون الإسرائيليين حيث أبدى 59٪ فقط عن رضاهم من أدائه. وفي ظل تواتر الأنباء عن احتمالات التوصل الى صيغة قرار في الأممالمتحدة توقف العدوان على لبنان لم ينتظر عدد كبير من المراقبين والمعلقين تطبيقه على أرض الواقع موجهين سهام انتقاداتهم الى الحكومة والجيش في اسرائيل. وفيما اتهم بعض المراقبين الحكومة باتخاذ قرار متسرع، أكد آخرون عدم تعلم إسرائيل شيئا من تجربة حرب أكتوبر عام 73 كما قال المعلق السياسي ل " هارتس" يوال ماركوس. وقال المؤرخ جاي بيخور إن إسرائيل اليوم تسوده ذات الأجواء التي اعقبت حرب أكتوبر عام 73، مشيرا الى سلسلة الإخفاقات العسكرية والسياسية في الجانب الإسرائيلي. وذهب المعلق البارز ارييه شفيط الى حد مطالبة أولمرت بالاستقالة، وهذا ما دفع المذيع المعروف امنون ليفي الى التساؤل في مقال نشره موقع "واينت" التابع ل "يديعوت احرونوت" لماذا لم تستنفذ الخيارات الدبلوماسية ولماذا تم تجاهل التأشيرات الآتية من جهة سوريا. وفي إشارة الى تبوء عمير بيرتس عديم التجربة العسكرية لوزارة الأمن أضاف "ونحن ننتظر كيف تحول الوزير الاجتماعي إلى ولد يلهو بلعبة على شكل دبابة؟"