فجر قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بإجراء نقاش حول اللائكية والإسلام في الخامس من الشهر الداخل، الحزب اليميني الحاكم، الاتحاد من أجل حركة شعبية، الذي مني بهزيمة نكراء أمام اليسار، في الانتخابات الإقليمية التي جرت الأسبوع المنصرم. * ويرجع الفضل في كسر صف الداعين لهذا النقاش، فرانسوا باروان، وزير الميزانية والناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي شكك في الجدوى من النقاش حول العلمانية والإسلام، ودعا إلى إلغائه و"الابتعاد عن كل ما من شانه أن يقود إلى إعطاء الانطباع بالإساءة للدين للإسلامي"، ثاني الديانات في فرنسا، والذي يدين به أزيد من ستة ملايين فرنسي. * وترفض الجالية الإسلامية المقيمة في فرنسا، إقامة ملتقى حول العلمانية والإسلام، الذي يبحث سبل إدماج أبناء الجالية الإسلامية في المجتمع الفرنسي، وتستغرب اقتصار الأمر على دين بعينه دون بقية الديانات الأخرى، وهو ما دفع عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، إلى دعوة السلطات الجزائرية إلى حماية جاليتها المسلمة في فرنسا من تحرشات اليمين الحاكم، الذي يسعى لاستقطاب أصوات اليمين المتطرف بالإساءة والتطاول على المسلمين. * ولم يكن فرانسوا باروان، هو الوحيد من اليمين الحاكم الذي هاجم قرار ساركوزي، بل تعدى الأمر إلى الأمين العام لاتحاد من أجل حركة شعبية جون فرانسوا كوبي، الذي دخل بدوره على الخط ليتهم الوزير الأول فرانسوا فيون، بالانفراد في التحضير لموعد الخامس أفريل المقبل، ليرد هذا الأخير بأنه سيعارض النقاش حول العلمانية والإسلام، إذا اقتصر الأمر على الإسلام دون غيره من الديانات الأخرى، أو في حالة ما إذا اشتم فيه رائحة الإساءة للدين الإسلامي. * وانضم إلى صف المعارضين حتى حاخام اليهود الأكبر في فرنسا، جيل بارنهايم عن "قلقه" لاستغلال الديانات واللائكية، وقال الحاخام: "اعلم بأنه غالبا ما يكون صعبا أن تكون مسلما في فرنسا"، مشيرا إلى أن "هذه الصعوبة تتزايد اليوم في مناخ ملوث زاده صعوبة خطاب شعبي يثير الانقسام عوض التوحيد". * وفي هذا السياق، دعا رئيس مجلس الديمقراطيين المسلمين لفرنسا، ومستشار ساركوزي السابق، عبد الرحمان دحمان مسلمي فرنسا إلى حمل "نجمة خضراء" تعبيرا عن رفضهم للنقاش حول اللائكية والإسلام، وإدانتهم للاسلام التي جسدها حزب ساركوزي الحاكم. * وقال دحمان في بيان وزعه على الصحافة إن أكثر من 600000 نجمة سيتم توزيعها على مسلمي فرنسا في الضواحي، وتنظيم تجمع أمام مقر الاتحاد من أجل حركة شعبية يوم 5 أفريل، المصادف ليوم النقاش حول العلمانية والإسلام.