دعا الاتحاد الإفريقي، الثلاثاء، المعارضة الليبية إلى التعاون الكامل مع مبادرة الوساطة، للوصول إلى حل للأزمة الليبية، بعدما رفضت خريطة طريق التي قدمها الوسطاء الأفارقة للتوصل إلى هدنة، مشترطين رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي، وذلك رغم أن مفوض الأمن والسلم الأفريقي، رمطان لعمامرة، أكد، الاثنين، أن مسألة تنحي معمر القذافي طرحت في المبادرة، وأن التفاصيل والآليات ستناقشها مع طرفي النزاع. * وقال الاتحاد الإفريقي، في بيان أعقب زيارة وفده الذي ضم رؤساء دول، الاثنين، إلى ليبيا، "نظرا لمطلب سياسي وضعه المجلس الوطني الانتقالي شرطا مسبقا لإطلاق محادثات طارئة حول تطبيق هدنة، لم يتسن في هذه المرحلة التوصل إلى اتفاق حول المسألة الأساسية المتمثلة في وقف الأعمال الحربية" . * وأعلن البيان أن الوفد "يوجه دعوة ملحة إلى المجلس الوطني الانتقالي للتعاون الكامل من اجل مصالح ليبيا العليا، والمساهمة في مساعي الوصول إلى حل سياسي دائم وعادل وتطبيقه". وأضاف أن وقف إطلاق النار ضروري وأن الاتحاد الإفريقي يبقى مصمما على مواصلة السعي لتحقيق" أهدافه. * من جانبه، أكد الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في وقت متأخر من ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، بالجزائر، أن لجنة الاتحاد الإفريقي حول ليبيا تسعى لإيجاد حل للمشكلة العويصة في ليبيا، ولا تزال تتابع جهودها لإيجاد حل لهذه الأزمة. * وقال الرئيس الموريتاني، في تصريح للصحافة باسم الوفد الإفريقي عقب وصول أعضاء لجنة الاتحاد الإفريقي حول ليبيا إلى الجزائر، "نحن نسعى لإيجاد حل لهذه المشكلة العويصة ولا نزال نتابع الجهود لإيجاد حل لهذه الأزمة"، وتدعو اللجنة أساسا إلى "الوقف الفوري لكل أعمال القتال"، و"الإسراع في إيصال المساعدة الإنسانية" و"الحوار بين الأطراف الليبية". * وقد حل قادة أفارقة أعضاء في لجنة الاتحاد الإفريقي بالجزائر، مباشرة بعد لقاء ممثلي المعارضة الليبية ببنغازي، في إطار زيارة تدوم يومين، يجرون خلالها محادثات سياسية مع رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، سعيا لدراسة المرحلة الثانية من الوساطة بعد سماع ردود طرفي النزاع، خاصة وأن الجزائر تلتزم موقف الحياد، رغم أن المعارضة تتهمها بمساندة النظام الليبي، شأنها شأن قيادة الإتحاد الأفريقي، ومن ثمة فان أي مبادرة مهما كانت جيدة وذات جدوى، تكون مشبوهة بالنسبة إليها، كما أن موقف المعارضة لا يخلو من تأثير قناعات الدول الكبرى حول النزاع، وهي التي تدعمها بالسلاح والتحرك الدبلوماسي، وتدافع عن مصالح واضحة في المنطقة، في مقدمها الحفاظ على مناطق النفوذ واعتبارات اقتصادية هامة. * وقد التقى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، نظيره رئيس الجمهورية الموريتانية، محمد ولد عبد العزيز، صباح الثلاثاء بمقر إقامته بزرالدة ، وتباحثا حول العلاقات الثنائية الممتازة القائمة بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وكذا القضايا ذات الاهتمام المشترك. * وكان في استقبال الوفد الإفريقي بمطار هواري بومدين الدولي، كل من عبد العزيز زياري، رئيس المجلس الشعبي الوطني، وأحمد أويحيى، الوزير الأول، عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية، وعبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية. * وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد وافق، الاثنين، على خطة الاتحاد الإفريقي، لكن قيادة المعارضة في مدينة بنغازي رفضت المبادرة وأصرت على رحيل القذافي، حيث أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، رفضهم لأي وساطة لا تتضمن التنحي الفوري للقذافي. وقال "مطالب الشعب هي رحيل القذافي وأبنائه، أي مبادرة لا تحوي هذا المطلب غير جديرة بالالتفات إليها".