استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، وفد الوساطة الإفريقية حول ليبيا، الذي حل بالجزائر قادما من بنغازي، خاصة وأن الجزائر قد كانت السبّاقة إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل سلمي للأزمة في ليبيا تحت غطاء الاتحاد الإفريقي. وفد الوساطة الإفريقية حول ليبيا الذي توجّه، أمس، إلى الجزائر مباشرة عقب اللقاء الذي جمعه مع طرفي النزاع في ليبيا، ناقش مع الرئيس بوتفليقة مختلف القضايا ذات الأهمية في هذا الملف، خاصة وأن الجزائر كانت السبّاقة للدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإيجاد حل سلمي تحت غطاء الاتحاد الإفريقي يضمن استقرار ليبيا ومنطقة شمال إفريقيا ككل، كما أنها كانت السباقة إلى اقتراح إيفاد لجنة من الاتحاد إلى ليبيا لفتح مجال الحوار بين الإخوة المتقاتلين في ليبيا. وكان رمضان لعمامرة مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، قد أكد أن العقيد الليبي معمر القذافي قبل بخارطة الطريق كما قدّمها الرؤساء الأفارقة، موضحا أن نص هذه الخارطة يتضمن الوقف الفوري للأعمال العدوانية، وتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى السكان وإطلاق حوار بين الأطراف الليبيين حول فترة انتقالية، وأضاف لعمامرة أن قضية تنحي القذافي قد تمت مناقشتها. وأوضح لعمامرة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أمس، أن اللجنة الإفريقية للسلام تتمتع بدعم كبير من المجتمع الدولي بما أن الأمر يتعلّق بمنحها فرصتها التامة في البحث عن حل سياسي، ويأتي تأكيد محافظ السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي بعدما تأكدت المجموعة الدولية من فشل المراهنة على الحل العسكري وعدم نجاح باقي مبادرات السلام. وقال المتحدث أنه »بمقدورنا جعل كل الأطراف توقف هذا التمزق الأخوي والدخول في حوار شامل يقضي على أسباب النزاع«، وأوضح أن الاتحاد الإفريقي راهن على عدم التراجع عن البحث عن حل سياسي وهو محق لأن ذلك هو الطريق الوحيد الذي يسمح لليبيين بتجاوز الظرف الصعب. وقال لعمامرة أن الأمر يتعلق بأول اتصال بين وفد من هذا المستوى والأطراف الليبية وأنه مفيد جدا لفتح فصل جديد من أجل ليبيا والليبيين، خاصة مع بروز حقيقة فشل الحل العسكري الذي عارضته الجزائر منذ البداية، وجمود موازين القوة العسكرية في الميدان، وكذا رفض أطراف فاعلة في المجموعة الدولية لاستمرار الأعمال العسكرية للتحالف الدولي وتأكيدها على استحالة القيام بأي عمل عسكري مماثل تحت إشراف أممي على الأرض، حيث تكون قوات التحالف المناهضة لنظام معمر القذافي قد فضلت عمليات التعجيل بتسليح وتدريب الثوار، وتتوافق كل هذه الأفكار مع الموقف الرسمي الجزائري الداعي إلى إيجاد حل سلمي تحت غطاء الاتحاد الإفريقي، وتأتي زيارة اللجنة الإفريقية إلى الجزائر في ظل اتهام ثوار ليبيا لها بتسليح نظام القذافي والدفع بمرتزقة ليبيين وآسيويين إلى ليبيا، وهي الاتهامات التي نفتها الجزائر بشكل قاطع.