حذرت إسرائيل، السبت، القيادة المصرية الجديدة من الاهتمام بقطاع غزة على حساب أمنها القومي، في ثاني خطوة تصعيدية رداً على تصريحات وزير الخارجية، نبيل العربي، التي أكد فيها اعتزام مصر فتح معبر رفح بشكل كامل لتخفيف الحصار على قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 4 سنوات. * ونقلت إذاعة صوت إسرائيل، الإذاعة الرسمية للدولة، تصريحات مسؤول إسرائيلي كبير، حذر فيها من اعتزام مصر الاهتمام بقطاع غزة وتحسين علاقاتها مع حركة حماس على حساب إسرائيل وأمنها، مؤكداً أن ما تقوم به القاهرة خلال الفترة الأخيرة تجاه الفلسطينيين وتبنيها لاتفاق المصالحة بينهم، قد يؤدى إلى تداعيات إستراتيجية على أمن إسرائيل القومي. * كما أعرب المسؤول الإسرائيلي عن قلقه البالغ إزاء قرار مصر بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الأيام القليلة القادمة، وانتقد ما قامت به الخارجية المصرية خلال الأيام الماضية، لموافقتها على إدخال مواد غذائية ومستلزمات طبية ومواد البناء للفلسطينيين في قطاع غزة. * وفي سياق متصل، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير لها بأن التوقيع على المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس أثبت فشل أجهزة الاستخبارات من جديد . * وكشفت الصحيفة أن كلا من جهاز الموساد أو الأمن العام "شاباك" أو المخابرات العسكرية "أمان" أكدوا في تقارير سرية لهم تم وضعها منذ أيام قليلة استحالة الوصول إلى اتفاق مصالحة بين حماس وفتح، وزعمت هذه التقارير أن الخلافات بين الفصيلين وصلت إلى حد كبير للغاية أكثر من أي وقت مضى، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى تعميق الخلافات وصعوبة التوقيع على اتفاقية للمصالحة بالوقت الحالي على الأقل. * وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان عن المصالحة الفلسطينية جاء كالصاعقة على قادة الأجهزة الأمنية ممن أصيبوا بالذهول مع هذا الإعلان الذي أثبت أن القاهرة مازالت تمسك بجميع خيوط القضية الفلسطينية، والأهم من كل هذا أن جميع القرارات الفلسطينية المصيرية يجب أن تمر عبر القاهرة، وليس أي عاصمة أخرى بالمنطقة. * وكانت عدد من التقارير الأمنية التي وضعها القائمين على الاستخبارات الإسرائيلية استبعدت تماما أن يكون للقاهرة أي تأثير أو دور إقليمي مستقبلي خاصة مع التداعيات السياسية أو الإستراتيجية بها منذ الإطاحة بالرئيس مبارك حتى الآن وتزايد نسبة الجريمة وعدم الاستقرار الأوضاع بمصر عموما. * اللافت أن الصحيفة اختتمت تقريرها بالتأكيد على أن الفشل الذي يلاحق عمل الاستخبارات الإسرائيلية يتواصل منذ اندلاع الثرة التونسية في نهاية العام الماضي، حيث استبعد قادة الاستخبارات الإسرائيلية جميعا الإطاحة بالرئيس التونسي، وهو ما حصل أيضا مع الرئيس مبارك وتأكيد قادة الأجهزة الاستخباراتية وحتى كبار القيادات الأمنية بأن الحديث عن الإطاحة بالرئيس المصري هو ضرب من الخيال لا داع للحديث عنه على الإطلاق زاعمين أن الأجهزة الأمنية ستتولى التعامل مع المظاهرات والاحتجاجات الثورية في قلب القاهرة، إلا أن الواقع أثبت غير هذا تماما واستطاع الثوار المصريون الإطاحة بالرئيس المصري.