لجأت وزارة الفلاحة إلى إبرام اتفاق مع متعامل إسباني يقضي باستيراد اللحوم الحمراء من إسبانيا، تحسبا لأي ندرة محتملة خلال شهر رمضان المقبل، وقطع الطريق أمام مضاربة متوقعة من شأنها أن تسبب ارتفاعا فاحشا في أسعار اللحوم الحمراء عشية رمضان. * وحسب المعلومات التي حصلت عليها "الشروق"، فقد أنهى وفد اسباني الأسبوع المنقضي إجراءات توريد لحوم حلال إلى الجزائر، حيث قام بالإجراءات اللازمة مع 4 متعاملين خواص من الجزائر، حصلوا على تراخيص استيراد اللحوم وتسويقها لمدة سنة كاملة من طرف وزارة الفلاحة، مشيرة إلى أن كافة الإجراءات تم استكمالها ولم يتبق سوى شهادة المصالح البيطرية من وزارة الفلاحة التي من المنتظر أن تصدر هذا الأسبوع. * وحسب مصاردنا، فإن الأمر يتعلق بشركة "فريمانتشا" الإسبانية المختصة في إنتاج وتسويق اللحوم الحمراء، حيث ستقوم الشركة بتوريد لحوم حمراء حلال إلى الجزائر وهذا بعد أن قدمت الشركة شهادة الحلال المقدمة من طرف معهد قرطبة الإسباني للحم الحلال باعتباره الهيئة الوحيدة المخولة في إسبانيا بمنح شهادة اللحوم الحلال، والمعترف بها من طرف وزارة الفلاحة الجزائرية، وهي الشهادة التي تثبت أن عملية ذبح العجول تتم على طريقة إسلامية محضة. * وستسوق اللحوم الاسبانية البقرية في الجزائر تقريبا بنفس السعر الوطني، الذي تسوق به اللحوم الجزائرية، حيث أن هذه الشحنات، ستصل طازجة إلى المستهلك على اعتبار أن الفارق الزمني بين عملية ذبحها في اسبانيا ووصولها إلى الجزائر لن يتعدى 4 أيام في أسوأ الحالات، وهو ما يعني وصولها طازجة إلى المستهلك الجزائري دون أن تتم عملية تجميدها، إذ تقتصر العملية على التبريد العادي فقط. * ويتم تربية العجول الموجهة للذبح في منطقة معروفة بمناخها المتوسطي في إسبانيا مشابه تماما للمناخ في الشمال الجزائري، أي أن مذاق وطعم اللحم سيكونان ذوي نوعية ومطابق للحوم الجزائرية، إضافة إلى أن عملية نقل اللحوم لن تكون مكلفة نظرا للقرب الجغرافي بين الموانئ الاسبانية والجزائرية، كما هو الشأن مثلا للحوم المستوردة من الهند. * وستنزل أولى الشحنات من اللحوم الحلال الإسبانية إلى السوق الجزائرية بداية شهر جوان الداخل والمقدرة ب20 طنا، على أن تليها شحنات متتالية طيلة فصل الصيف وقبل شهر رمضان، وهذا كإجراء استباقي من وزارة الفلاحة لضمان وفرة المنتوج واستقرار سعره خلال شهر رمضان الكريم.