في مقابلة له مع صحيفة "الشروق"، أكد مولود حمروش رئيس الوزراء الجزائري الاسبق أن الكيفية التي أدارت بها المقاومة حربها السياسية والإعلامية والعسكرية مع العدو كانت المرة الاولى التي أدار بها العرب والمسلمون حروبهم بمثل هذا الاتقان.. صالح عوض وفي عددها ليوم الخميس كتب الصحفي البريطاني الشهير ديفيد هيرست مقالا بعنوان (حزب الله حقق ما لم تحلم الجيوش العربية تحقيقه) يقول فيه: لم يكن هناك شيء جديد في المعارضة الواسعة لحرب إسرائيل على لبنان ولا في الوسائل التي استخدمتها من استهداف للمدنيين وتدمير للبنى التحتية، كما لم يكن جديد في تبريرها الرسمي لأفعالها..ولم يكن هناك شيء جديد في موقف بريطانيا والولايات المتحدة المنحاز أكثر من أي مرحلة سبقت.. حتى كونداليزا فإنها لا ترى جذور الازمة في إسرائيل بل في العالم العربي والإسلامي وهذا كله ليس جديدا.. أما الجديد في نظره (هو نتيجة هذه الحرب التي بادر العرب بتسميتها الحرب السادسة.. أما أنا فأسميها الحرب الثانية بعد حرب 1948 من حيث أهميتها الاستراتيجية والسيكيولوجية ونتائجها السياسية. ما لاحظه حمروش وهيرست يدخل في باب الوعي بالمتغير الاستراتيجي في الأداء والخطة.. وهو يكشف أي مستقبل ينتظر الصراع العربي الإسرائيلي.. كما أنه يكشف ضعف المنطق الإسرائيلي القائم على التفوق الاستراتيجي المستمر لتحقيق الانتصارات المتوالية على محيط يرفض وجود الدولة العبرية. لكن الجديد الذي انتبه إليه بعض الكتاب الإسرائيليين أن غزة ستكرر حرب حزب الله في الجنوب مرة ثانية أو أن قلقيلية ستقصف تل أبيب وستكمل ما لم يفعله نصر الله.. قد يقول قائل إن هذا الكلام يأتي من باب إيجاد المبررات لمزيد من الحصار على الشعب الفلسطيني.. هذا صحيح ولكن فعلا إن تساؤلا كبيرا أصبح مطروحا على حركات المقاومة الفلسطينية.. نحن لا تنقصنا روح التضحية، واستعدادات العطاء في تزايد مستمر ولكننا نقدم تضحيات كبيرة دونما تكافؤ.. لا بد من إعادة النظر في الخطة والأداء.. ولعل هذا فعلا سيكون أخطر ما سيميز المرحلة القادمة.. وهكذا تكون هذه المقاومة ليست رائعة فقط في ذاتها بل هي مدهشة فيما أحدثته من تطوير الذهنيات والتخطيط وإدارة المعركة.. صحيح أنها ليست المعركة الاولى لكنها الاهم .