نشرت مجلة روز اليوسف الأسبوعية شهادة لمن أسمته أحد العاملين في البيت الرئاسي المصري في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث تضمنت هذه الشهادة جانبا يكشف لأول مرة طريقة تعامل حاكم أم الدنيا السابق مع حادثة الإعتداء على حافلة المنتخب الجزائريبالقاهرة عشية مباراة 14 نوفمبر 2009 . * و نقل المتحدث أن الرئيس المصري السابق كان منفعلا خلال هذه الأزمة " فى أزمة مصر والجزائر التى اشتعلت بعد حادث الأوتوبيس الجزائرى فى القاهرة شاهدت مبارك منفعلاً للغاية يتحدث فى الهاتف بعصبية قائلاً: (العيال اتسممت فى الجزائر، هل خدتم عليهم تعهد زى ماعملوا دلوقتى علشان الطوبة بتاعة الأوتوبيس). * و نشرت المجلة هذه الشهادة التي تكشق جوانب مهمة في حياة الأسرة الحاكمة سابقا في مصر و بالأخص الرئيس المخلوع لذلك نعيد نشرها كما هي : * الدنيا مولعة ياريس * المرة الأخيرة التى رأيت فيها الرئيس مبارك كان قبل ذهابه للمستشفى بيومين، وكانت صحته جيدة للغاية فقط كانت نفسيته تعبانة، وتوقف عن ممارسة هوايته اليومية بمشاهدة التليفزيون ومطالعة الصحف .. بينما الهانم تأتى على فترات بعيدة لمقر إقامتهم بشرم الشيخ والذى تتواجد به زوجتا علاء وجمال مبارك «هايدى راسخ وخديجة الجمال وأبناؤهما»، بالإضافة إلى سكرتارية الرئيس وحراسته الخاصة اللذين تم تخفيضهما إلى أكثر من النصف، جاءت الهانم يوم الاثنين الماضى من المستشفى حيث تقيم بجوار زوجها وكانت مرهقة للغاية، وفقدت بعضا من وزنها،وقالت لأحد العاملين الذى كان يطمئن على صحة الرئيس السابق بأنه فى حالة صحية جيدة جدًا وتناولت طعام الغداء مع زوجتى ابنيها وكان عبارة عن «بامية بالصوص الأبيض واللحم مع بعض الأرز والسلطة» حسب طلبهم.. والخادمة التى تنقل الطعام للرئيس فى المستشفى وهى بالمناسبة مغربية الجنسية، وليس كما أشاعت بعض الصحف أنها آسيوية، أكدت لى أنه بصحة جيدة وأنه يتناول الطعام الذى يقدم له يوميًا كاملاً.. وقبل القمة الاقتصادية بشرم الشيخ لا أتذكر اليوم بالتحديد، ولكنه من 7 إلى 9 يناير 2011 كنت مع الرئيس مبارك وقلت له «ياريس الدنيا مولعة على الفيس بوك بسبب الشرطة اللى بتتعدى على الشعب، وفى حاجة هتحصل فى عيدها» فرد الرئيس بكل ثقة «دول شباب مثقفين جدًا هيقولوا كلمتهم فى مظاهرة سلمية واللى فى صالح البلد هنعمله»!! * عصابة الأستاذ جمال * منذ وصول الرئيس مبارك إلى شرم الشيخ لم يغادرها مطلقًا لا لتبوك بالسعودية ولا لغيرها، وكان قبل نقله للمستشفى لا يغادر منزله، وكان فى أيامه الأولى فى شرم الشيخ بعد خطاب التخلى مكسورًا ومكتئبًا ويكتفى باللعب مع فريدة ابنة جمال. * انسحاب الشرطة أصاب الرئيس بالصدمة وقال بصوت عال «ابن.... سلم البلد».. وسأله أحد المرافقين قبل نقله للمستشفى عن الأقاويل التى تتردد عن امتلاكه «70 مليار جنيه» فرد الرئيس «أنا هساعدهم يفتشوا ولو رجعوا السبعين مليار ليك مليار منهم».. ورغم أننى لم أحضر الواقعة بنفسى لكن سمعت من زملائى فى قصر الرئاسة، أن الدكتور حسام بدراوى كان قد عرض على الرئيس أن يتنحى ويلقى خطاب التنحى على أن يكون فى الخلفية بعض من الثوار وبعد أن أقنعه، تدخل الأستاذ جمال رافضًا وأقنعه بذلك.. وآخر خطاب ألقاه الرئيس كتبه السفير سليمان عواد ولم يكتبه الأستاذ جمال كما قيل، ولكن بعد كتابته مر على الأستاذ جمال وصفوت الشريف وزكريا عزمى وتم تعديله ليظهر بالصورة التى تمت إذاعتها على الشعب.. وقبل التنحى بثلاثة أيام وفى الساعة 30,3 بعد منتصف الليل كان الرئيس عائدًا لتوه من مركز العمليات للقوات المسلحة، سأل أحد العاملين «إزاى بتروح» فرد عليه «بنبات يافندم ونروح تانى يوم علشان حظر التجوال» فتأثر الرئيس وقال بحزن «حتى الناس مش عارفه تروح أو تروح شغلها». * خزائن العائلة * قبل إذاعة خطاب التخلى لم نكن نعلم شيئًا عما يحدث، وفوجئنا بأن الرئيس طلب الذهاب إلى شرم الشيخ وكانت هناك حركة غير معتادة فى البيت الرئاسى، العائلة الرئاسية جمعوا متعلقاتها وهداياها وخزائنها، ثم توجه الرئيس لصعود الطائرة الهليكوبتر وكان يبدو متماسكًا برغم علامات الإرهاق الواضحة عليه، ثم توجهت الهانم والأستاذان علاء وجمال إلى الطائرة الرئاسية، وكانت الهانم منهارة وتبكى، وكانت تطمئن دوريا على الرئيس وعلى متعلقات العائلة. * بعد قدوم الأستاذ علاء نجل الرئيس فى عربته المصفحة من بيته إلى البيت الرئاسى ترك سيارته المصفحة، وأمر بعودتها إلى حيث كانت وطلب سيارته الخاصة، وبالفعل توجه بها نحو الشارع ليسأل الناس عن مطالبهم، ولكى يطلب منهم ألا يسبوا والده، وكان فى حالة يرثى لها وبعد أن اجتاز عدة بوابات منعه الأمن من الخروج خوفًا على حياته. * وفى جمعة الغضب بعد صلاة الجمعة كان الرئيس يتابع بغضب فى منزله أمام شاشة بلازما ضخمة بالدور الثالث ما يحدث فى الشارع على جميع القنوات، وقال بصوت عال سمعناه: «ولاد..... بيخربوا البلد والمصريين بيساعدوهم» وسمعناه يجرى مكالمات هاتفية عديدة يكيل فيها السباب للطرف الآخر، وكان يصرخ قائلاً: «الناس بتموت تحت العجل وبيموتوا واقفين» ومن شدة انفعاله كان يقف أمام البلازما، ومن ليلة الجمعة امتنع الرئيس عن تناول الطعام واكتفى بالسوائل.. وبعد جمعة الغضب 28 يناير سألنى الأستاذ علاء نجل الرئيس عن أحوال الشارع، وعندما علم بسوء الأوضاع قال بحزن «لا حول ولا قوة إلا بالله» ثم انصرف. * الرئيس مبارك ظل إلى اللحظة الأخيرة يعتقد أن القائمين بالثورة بلطجية ولهم أجندات خارجية كما أوهموه. * البيت السرى * الخطاب العاطفى الذى ألقاه الرئيس وأثر فى الناس قالت له السكرتارية إن الجزيرة تشعل الأجواء، فانفعل عليهم بشدة وسب ال..... لهم وقال لهم: «كفاية انتوا بتكدبوا عليا وتضللونى». * الريس وعائلته لا يسكنون فى قصر فى شرم الشيخ كما يدعون، والصور التى نشرت خاطئة، الرئيس وعائلته كانوا يقيمون قبل دخوله للمستشفى وحبس أبنائه فى ثلاث فيللات متجاورة يفصل بين كل منها مسافة تقارب عشرة أمتار تقع فى أرض الجولف بجوار فندق الموفنبيك مقامة على أرض صخرية جبلية، وقد تشققت بعض جدرانها وأسقفتها بفعل زلزال ضرب شرم الشيخ منذ فترة ليست بالبعيدة ومازالت بعض علاماته موجودة. * الرئيس وابناه وزوجتاهما يعيشون فى فيللتين لأن الثالثة تخضع للصيانة وكل فيللا مكونة من ثلاثة أدوار.. الأرضى عبارة عن صالون كبير ويوجد به سفرة تتناول عليها العائلة الطعام، والدور الثانى عبارة عن غرفتين مساحتهما كبيرة جدًا والدور الثالث عبارة عن سطوح به غرف للمربيات أو الهاوس كيبينج، يوجد حول الفيللات الرئاسية حديقة وحمام سباحة واحد فقط. * وبالنسبة لمقر إقامتهم السابق فى القاهرة فهم يقيمون فى عمارة مكونة من أربعة طوابق تحيطها حديقة صغيرة وحمام سباحة لا يستعمل وأسانسير واحد «فيما يشبه الفيللا» وهى ليست داخل القصر الرئاسى «العروبة»، ينقسم الدور الأول إلى مستويين المستوى الموازى للأرض به المطبخ، والثانى يعلوه بقليل فى نفس الدور الأرضى وبه صالون كبير لاستقبال الضيوف الوافدين إلى بيت الرئيس، الدور الثانى خاص بالرئيس وحرمه وبه مجموعة غرف تحتوى صالونا صغيرا به شاشة «LCD» كبيرة وصالونا آخر به تليفزيون وسفرة صغيرة معدة لستة أشخاص و3 غرف متجاورة، غرفة خاصة بالرئيس وغرفة خاصة بحرمه وغرفة لعلاء وغرفة فى مكان مختلف لجمال وهى غرفهم قبل الزواج، والدور الثالث مقسم إلى نصفين الأول خاص بجمال مبارك فيما يشبه الشقة مكونة من غرفتى نوم كبيرتين جدًا، والثانى عبارة عن صالون به تليفزيون كان يحرص الرئيس على الجلوس فيه كل صباح لقراءة الصحف والبوستة، والدور الرابع والأخير عبارة عن سطح يحتوى على غرف الهاوس كيبينج ويطلق عليهم المربيات، وأما ابنه علاء فيقيم بعيدًا عن البيت الرئاسى فى أرض الجولف. * * شئون الدولة * يوم الرئيس السابق كان يبدأ فى السادسة والنصف إلى السابعة يقوم بحلاقة ذقنه بنفسه ثم يجلس فى الصالون لقراءة الصحف والبوستة، ثم يأخذ الدواء وبعدها يتناول الإفطار، ثم يبدأ فى مشاهدة القنوات التليفزيونية إلى الساعة العاشرة صباحًا، فى بعض الأحيان كان الرئيس السابق يسأل العاملين بعد انتهائه من مشاهدة التليفزيون عن أحوال البلد، وكانوا يحكون له ويجيبونه، ولكنى كنت ألاحظ عدم تصديقه لكلام العاملين بالبيت الرئاسى عن أحوال البلد السيئة لأنه سلم أذنه لأربعة أشخاص هم فقط الذين يصدقهم دائمًا وهم: سكرتيره الشخصى جمال عبدالعزيز وصفوت الشريف وزكريا عزمى وابنه جمال»، فى الحادية عشرة ظهرًا يتوجه إلى المركز الرياضى للقوات الجوية لممارسة الرياضة، أو لمشاهدة التليفزيون والجلوس مع قادة القوات الجوية والجيش وأيضًا حين يطلب حفيده منه التريض هناك، ويبقى حتى الساعة الثالثة عصرًا، ثم يعود لتناول وجبة الغداء أو يتم إرسالها له فى المركز الرياضى ثم يقضى بقية يومه ما بين إجراء اتصالات هاتفية يتابع بها شئون الدولة ومشاهدة التلفاز وما بين لعبه مع أحفاده خاصة فريدة التى تصحو من نومها وتذهب حبوا إلى حيث جدها الذى يسعد كثيرًا بقضاء أوقاته معها، ثم يخلد للنوم من الساعة 11: 12 مساء. * طعام الرئيس لا يختلف كثيرًا عن بقية الشعب، والهانم هى التى تحدد وتبلغ المطبخ بالوجبات المطلوبة. * فهو يفضل تناول كوب شاى بالحليب بدون سكر فى الإفطار، بالإضافة إلى قطع من البسكوت المصنع من قبل الطباخ أو المباع فى السوبر ماركت، وعلبة زبادى، وأحيانًا كان يطلب الفول المعلب أو بيض عيون وعيش محسن، كان يأتى من فرن بمصر الجديدة «وكاد يتم إغلاق الفرن بسبب اكتشاف فتلة من الخيط داخل رغيف الخبز»، وبين الإفطار والغداء من الممكن أن يتناول الرئيس كوبا من العصير، وكان المفضل إليه من قبل عصير البرتقال «الدموى» ثم أصبح الجريب فروت هو المفضل لديه.. * وبالنسبة للغداء فغالبًا ما يتكون من أرز أو مكرونة ونوع من الخضار قليل الصلصة لأن الرئيس لا يحب الصلصة ولحوم أو فراخ أو أسماك التى يعشقها الرئيس «خاصة الحيسمون» وهى سمكة ضخمة حمراء كانت تأتى له هدية وتوجد فى شرم الشيخ، علمًا بأن الرئيس لا يحب الجمبرى الكبير كما أعلن أحدهم. * وفى العشاء يفضل الرئيس تناول الزبادى والفاكهة مثل البطيخ والكنتلوب أو اللبن الرايب الذى اعتاد مؤخرًا على تناوله. * مصادر الطعام الرئاسى محال السوبر ماركت الشهيرة مثل كارفور وغيره، ولم تكن تأتى الأطعمة من الخارج كما يشاع لدرجة أن الطعام الرئاسى صنع أزمة فى السوبر ماركت الشهير «مترو» بعد أن تم شراء كميات كبيرة أفرغت المتجر والشىء الوحيد الذى يجلبه الرئيس فى رحلاته الخارجية هو صوص الطعام، والجيش أيضًا كان يرسل فواكه وفراخ من مزارعه للرئاسة وأيضًا المحافظون كانوا يرسلون هدايا للرئاسة خاصة محافظى القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية. وفى رمضان لا يختلف الأمر كثيرًا، فالإفطار يشبه الغداء والسحور يكون ما بين زبادى وفول وبيض. * عباءة خليجية للهانم * الرئيس حريص على الصوم دائمًا إلا فى حالة مرضه، وإن كان لا يصلى والهانم كانت متقطعة وبعد موت حفيدها التزموا جميعًا بالصلاة والصوم، ودائما ما تجمعهم مائدة الإفطار فيما عدا علاء الذى يكتفى بالإفطار معهم كل خميس.. أما هايدى زوجة علاء ووالدة المرحوم محمد فقد تغيرت تمامًا بعد وفاة ابنها «حفيد الرئيس»، فاستبدلت زيها القصير وأصبحت ترتدى عباءات خروج خليجية وتضع طرحة سوداء على جزء من شعرها فى معظم الوقت وهو شىء مستمر حتى الآن إضافة إلى انتظامها فى الصلاة. * يوم الرئيس فى الأعياد لا يختلف كثيرًا، فهو يتناول إفطاره ثم يذهب لصلاة العيد ويعود ليجلس مع أحفاده وكان يعطى العاملين بالبيت الرئاسى عيديات تتراوح قيمتها من (75: 100جنيه) لكل فرد تسلمها لهم سكرتاريته الخاصة. * لم نر أحدا من عائلته طوال وجودنا معه ولم يكن يزور قريته. بالنسبة للصحف الرئيس كان لا يقرأ الصحف الخاصة والحزبية، فقط يحرص على قراءة القومية من الجلدة إلى الجلدة «الأهرام والأخبار والجمهورية وروزاليوسف ومجلة صباح الخير بالإضافة إلى جريدة الحياة اللندنية»، بالإضافة إلى الصحف الأجنبية والنشرة الصحفية التى يقدمها الديوان، وأما عن التليفزيون فكان يحرص على مشاهدة برامج التليفزيون الحكومى فى الصباح وعلى رأسه برنامج صباح الخير يا مصر. * ثم يتابع القنوات الإخبارية وهى الجزيرة والعربية والسى إن إن، ومساءً يشاهد برامج القنوات الفضائية الخاصة مثل العاشرة مساءً، وكانت له ملاحظات حول بعض البرامج أو مقدميها وأذكر أنه ذات مرة انتقد أداء جابر القرموطى مقدم برنامج مانشيت وقال إنه لا يصلح مذيعا، وكان الرئيس أحيانًا يشاهد المستقبل اللبنانية ويتوقف عند روتانا زمان فى حال إعجابه بأغنية مذاعة لأن الرئيس يعشق الأغانى القديمة ولا يهتم بالحديث منها. * كان غير ملم بالتكنولوجيا الحديثة والإنترنت والفيس بوك وغيرها، وكانت علاقته الوحيدة بالتكنولوجيا من خلال الموبايل، وهو يمتلك اثنين، ولم يكن الرئيس مهتمًا بمشاهدة الأفلام السينمائية أو المسرحيات إلا بمحض الصدفة أو فى مواقف خاصة مثلما حدث فى فيلم «طباخ الرئيس» الذى شاهده مع الهانم وأولاده وزوجاتهم وأحفاده، وبعد الفيلم سألته والدة هايدى زوجة علاء عن الفيلم وكانت قد حضرت بعد نهايته فقال لها «الفيلم نفذ وكأن صناعه كانوا يعيشون معنا». * الزمالك عمره ما هيتعدل * الرئيس كان زملكاويًا ولكنه غير مهتم بمتابعة مباريات الدورى العام إلا نادرًا فقط، كان يحرص على متابعة البطولات التى ينافس عليها المنتخب، وأذكر أننى طلبت من الرئيس التدخل كزملكاوى لإنقاذ نادى الزمالك فى وقت حدوث النزاع الشهير بين مرتضى منصور وممدوح عباس واتهام كليهما للآخر بالبلطجة فرد الرئيس قائلاً: «يابنى حاله عمره ما هيتعدل». فى أزمة مصر والجزائر التى اشتعلت بعد حادث الأوتوبيس الجزائرى فى القاهرة شاهدت مبارك منفعلاً للغاية يتحدث فى الهاتف بعصبية قائلاً: «العيال اتسممت فى الجزائر، هل خدتم عليهم تعهد زى ماعملوا دلوقتى علشان الطوبة بتاعة الأوتوبيس». * أمير قطر المجنون * مصيف الرئيس يبدأ من منتصف يونيو إلى منتصف سبتمبر وكان يفضل شرم الشيخ والإسماعيلية والإسكندرية عن السفر للخارج، وكان يقيم فى مصايف الرئاسة، وفى برج العرب بالإسكندرية كان أحيانًا يجلس مع العرب يتبادل معهم الأحاديث. * قبل الثورة كانت صحة الرئيس «زى الفل» وكان يشكو فقط من آلام فى قدميه خاصة منطقة الركبة التى كان يرتدى لها دائمًا ركبة طبية.. وأكثر من كرههم الرئيس من الحكام العرب هو أمير قطر وكان يصفه دائمًا بأنه «مجنون وحقود»، وأن زوجته مسيطرة عليه وروى لى ذات مرة أن الأمير القطرى قال له «اقتصادى هو الأكبر على مستوى العالم. فسأله الريس وكم تعدادك فرد الأمير قائلاً مليون. ضحك الريس وقال له أنا تعدادى 80 مليون». * أيضًا القذافى الذى كان يقول عنه الرئيس أنه متعال ولا يمكن التفاهم معه، وذات مرة فى لقاء على المائدة قال القذافى للرئيس مبارك «الفيوم بتاعتنا فرد الرئيس مصر كلها بتاعتك». * وفى المقابل كان مبارك يحب الشيخ زايد وملكى السعودية الراحل فهد والحالى عبدالله والراحل رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان الذى كان يومًا ما يتناول الغداء معه قبل رحيله بشهور وسمعته بأذنى يقول له «إنه يقوم بتمويل بن لادن» فرد الرئيس «بأن بن لادن يستحق التمويل لأنه أوقف أمريكا عند حدها»!! * قضاة مرتشون * قبل الثورة طلب منه أحد العاملين أن يستمر فى الحكم فقال الرئيس له «كفاية أنا تعبت وعاوز أرتاح». فأكمل العامل وسأله عن كلام الناس عن التوريث فرد الرئيس «الناس دول هما اللى هيرشحوا جمال أو غيره». * التعامل مع الرئيس طبيعى وسلس جدًا، فهو يتعامل باحترام مع الجميع ولكنه لا يرحم عند حدوث خطأ، والحالة الوحيدة التى يصل فيها الرئيس إلى سب من أمامه هى خطأ جسيم أوصله للنرفزة، والرئيس كان يسأل أحيانًا عن أحوال البلد وإن كان لا يأخذ الأمر بجدية، وبرغم المشاع عن بخله الشديد وهو به جزء من الصحة إلا أنه كان يعطى نقوطًا لمن يتزوج من العاملين بالبيت الرئاسى وسبق أن أعطى أحدهم ألفى جنيه كنقوط بعد عودته من إجازة الزواج! * فى أواخر شهر أكتوبر من العام الماضى تحدث أحد العاملين للرئيس عن إهانة الشرطة واستعبادها للشعب، فرد الرئيس بعصبية «الشعوب فى كل مكان تخشى الشرطة وتكرهها»، وشكر الرئيس فى الشرطة وفى مجهوداتها وقال «كفاية إنها ماسكة البلد»، فقال له العامل المقرب منه أن الرشوة انتشرت بشكل رهيب فى قيادات الشرطة وطالبه بإبعادهم فقال الرئيس «اشيل مين ولا مين»!! فحكى له العامل قصة مشكلته مع الشرطة وكيف لفق له اتهام وحول للنيابة ثم إلى القضاء وحكم عليه دون أن يتم إعلامه أو سماعه فرد الرئيس «كما أن هناك ضباطا مرتشين هناك قضاه مرتشون»، وحكى الرئيس قصة قضية فى التسعينيات كان المتهم فيها أفرادا من جماعة الإخوان، وكيف أن القاضى لجأ له بعد أن تم تهديده عدة مرات، وكيف أن الرئيس قابله بالفعل وأحال القضية للقضاء العسكرى. * حسين سالم كان ملازمًا للرئيس وكان الرئيس أينما ذهب فى ربوع مصر يطلبه، وكان يحضر له فورًا فقد كانت تجمعهم صداقة حميمة. * وفى أزمة العيش سأل الرئيس أحد العاملين عن الأزمة فرد العامل «إن الأحذية فى الفتارين بينما العيش على الأرصفة» فانزعج الرئيس وقال «أنه كلما أعطى الدعم للتجار يعطونها للحرامية ومهما غير الأشخاص يحدث نفس الشىء وأنه احتار ماذا يفعل»!! * وذات مرة سأله أحدهم عن غازنا الذى يصدر لإسرائيل وأن الشعب يتحدث فى هذا الشأن فرد الرئيس «بأن الحكومة لا تصدر الغاز لإسرائيل وأن الذى يصدر الغاز شركات تابعة لأفراد، فرد على الرئيس بأن الحكومة هى من أعطت هؤلاء تصاريح، فأنهى الرئيس الحوار بقوله: «هذا موضوع بين أيدى مجلس الشعب». * وفى واقعة أخرى لحديث متبادل مع الرئيس وأحد العاملين لديه بخصوص الفساد الذى استشرى فى البلاد قال الرئيس «البلد بتتسرق منذ فرعون وهتفضل تتسرق»!! وهو ما سبب صدمة لجميع من استمعوا لذلك.