أشهر يوم أمس، مواطن بلجيكي، يبلغ من العمر حوالي 55 سنة إسلامه بمسجد "غلام الله"، في الحمري بولاية وهران، وذلك مباشرة عقب انتهاء صلاة الجمعة، حيث فاجأ البلجيكي المدعو "برنارد" جموع المصلين عند ما تقدّم أمامهم وتلفظ بالشهادتين كما قرأ سورة الفاتحة. قادة بن عمار وحسب عدد كبير من المصلين الذين تحدثوا للشروق اليومي، فإن المفاجأة كانت كبيرة وسارة، خصوصا أن إمام المسجد قال أن "برنارد"، الذي أصبح إسمه عقب الإسلام "عبد الكريم"، ليس مواطنا عاديا، بل هو رجل أعمال ومقاول جاء لمدينة وهران من أجل المساهمة في إنجاز بعض المشاريع، لذلك فإن هدايته بنور الإسلام، أتت عن قناعته التامة أنه دين الحق، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين. وعن سرّ اختياره لاسم "عبد الكريم"، قال "برنارد"، أنه مقصود، يريد من ورائه التأكيد أن الله كرّمه بالهداية وأنعم عليه بالإسلام. للإشارة، فإنها ليست المرة الأولى التي تعرف فيها ولاية وهران قيام بعض الأجانب بإشهار إسلامهم، ذلك أن هذه الظاهرة الإيمانية عرفت تصاعدا كبيرا في الأشهر الأخيرة، حيث كانت الشروق اليومي قد كشفت مع بداية شهر جوان الفارط وجود أكثر من 12 ملفا مودعا من طرف أجانب، غالبيتهم من الأوربيين، من أجل اعتناق الإسلام. وتأتي هذه المفاجأة السارة، بإشهار عبد الكريم البلجيكي لإسلامه، ساعات قليلة بعد التصريحات الحاقدة التي أدلى بها البابا بنيديكت السادس عشر، ضد الإسلام ورسوله الكريم، حيث وصفه بأنه "دين لا يقوم على العقل وأنه انتشر بحدّ السيف"، وهي التصريحات والأقاويل التي كذّبها عبد الكريم بالأمس عندما أكد أن الإسلام "دين الحق والتراحم والتسامح"، وهو الأمر الذي اقتنع به، لذلك اختاره منهجا لحياته. وفي سياق متصل، عبّر كثير من المصلين الذين أدّوا صلاة الجمعة أمس في الحمري عن سعادتهم للقرار الذي اتخذه (برنار) عبد الكريم، في الوقت الذي تأسفوا فيه لقيام جزائريين آخرين بالتخلي عن دينهم وتغيير جلدهم نظير غنائم ومزايا دنيوية "لا تغني ولا تسمن من جوع".