كشفت دراسة تقنية، أعدتها مديرية الري بولاية تيبازة عن إمكانية تعرّض مدينة فوكة، إلى كارثة حقيقية في حال تهاطلت ثلث الأمطار التي تسببت في كارثة باب الوادي في السنوات الماضية، إذا لم تتم حماية المدينة من مياه الأمطار في أقرب وقت على غرار ما قامت به المديرية الوصية بكل من سيدي غيلاس وعاصمة الولاية "تيبازة". ب.بوجمعة وحسب ما أشار إليه والي تيبازة في جلسة العمل التي أعقبت الزيارة الميدانية، التي قادته رفقة أعضاء الهيئة التنفيذية إلى دائرة فوكة، فإن المقاربة التي قامت بها مديرية الري بين مدينة فوكة وحي باب الوادي بالجزائر العاصمة لتشابه التضاريس بينهما، أفضت إلى تعرّض مدينة فوكة إلى فيضانات كارثية إذا تساقط ثلث الأمطار التي أودت بآلاف سكان باب الوادي وشردت آلافا أخرى، وقد حمل مسؤول الهيئة التنفيذية بتيبازة الوضع الذي آلت إليه مدينة فوكة ذات الكثافة السكانية الكبيرة إلى تنصل السلطات المحلية من مسؤولياتها من خلال التغاضي عن الانتشار الكبير للبنايات الفوضوية وخاصة بالمنحدرات التي تتحوّل إثر سقوط الأمطار إلى وديان حقيقية، وكذا غياب الصيانة على مستوى شبكات الصرف الصحي والانتشار الكبير للنفايات والرمي العشوائي للقاذورات يقابله الصمت غير المبرّر للسلطات المحلية رغم التحذيرات المتكرّرة من قبل السلطات الوصية حتى صارت مدينة فوكة تصنف كنقطة سوداء في الفوضى العمرانية وغياب النظافة. الوضعية الصعبة، التي تهدّد مدينة فوكة دفعت بالسلطات الولائية إلى تسجيل مشروع لحمايتها من كارثة محتملة سينطلق قريبا، على غرار ما تمّ إنجازه بمدينة سيدي غيلاس التي تجاوزت نسبة أشغال مشروع حمايتها من الفيضانات نسبة 95 بالمائة ومدينة تيبازة التي انتهت الأشغال بها منذ مدة، مما خلق جوا من الارتياح على سكان المدينتين وخصوصا مدينة سيدي غيلاس، التي تعرّضت في السنوات الخمس الماضية إلى فيضانات طوفانية تسببت في مقتل وتشريد العشرات من العائلات، وأبدى الوالي عزم مصالحه على إتمام المشروع الذي يتطلب تضحيات كبيرة للمواطنين، خصوصا القاطنين بالأماكن الخطيرة، إذ يتطلب الأمر تهديم بناياتهم وترحيلهم إلى أماكن أخرى حماية لهم وللكثير من السكان من خطر وشيك، سيما وأن الأمطار التي تهاطلت الأسبوع الماضي وعلى قلتها أحدثت هلعا كبيرا في وسط السكان.