سّرب موقع "ويكليكيس" مؤخرا، برقية سرية بعثها السفير الأميركي السابق، روبرت فورد، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، تضمنت تفاصيل عن زيارة قادت وفدا أمريكيا رسميا إلى تلمسان في نوفمبر من 2008، وتحديدا من 21 إلى 23 نوفمبر، وهي الفترة التي كانت كافية للوفد الأمريكي لجمع معلومات حول جوانب عدة، تخص تلمسان، باعتبارها مدينة تحتل موقعا استراتيجيا مهما في الحدود الغربية. * البرقية التي بعث بها السفير الأمريكي إلى واشنطن بتاريخ 9 ديسمبر 2008، تضمنت التطرق إلى عديد الجوانب، والتي يأتي في مقدمتها الجانب الاقتصادي، الثقافي والاجتماعي، ولم تخل حتى من الجانب السياسي من خلال عديد الإشارات، لعل أهمها تلك المتعلقة بالمهام الرئيسية، التي كلف بها والي الولاية عبد الوهاب نوري، والتي تأتي في مقدمتها مهمة حماية للحدود الغربية، ناهيك عن الإشارة للدور التنموي والجوانب الاقتصادية، وأهم المشاريع المنجزة بعاصمة الولاية، بما في ذلك المنتجع السياحي بهضبة لالة ستي، ورأي بعض إطارات الولاية من بينهم أستاذة جامعيون مختصون في الاقتصاد، أو صناعيون كما هو الحال مع الأستاذ بركة محمد أستاذ جامعي، مختص في الاقتصاد، أو سيدي محمد حمزاوي رئيس الغرفة الجهوية للتجارة، بالإضافة إلى نشطاء في الحركة الجمعوية مثل رئيس جمعية مساعدة النساء ضحايا العنف المنزلي السيدة طالب خيرة. * وقد تعلقت هذه التصريحات بأمور تتعلق بالتنمية المحلية، أين تم تقديم ملاحظات عن بعض الصعوبات التي تواجه الصناعيين من أصحاب المؤسسات الصغيرة. واللافت للانتباه، أن البرقية تناولت وبإطناب التواجد الصيني بتلمسان من خلال العمالة والمؤسسات التي تشتغل على عديد المشاريع قبل أن تكشف في هذا الشأن، أن كثير من العمال الصينيين قرروا عدم العودة إلى وطنهم الأم والبقاء في الولاية بعد اعتناقهم للإسلام، مؤكدة وجود عديد الحالات، على غرار أحد العمال الصينيين الذي تزوج بامرأة من تلمسان وقام بفتح محل تجاري. * التطرق إلى الإسلام لم يكن مجرد إشارة وإنما ركز التقرير على النمط المحافظ داخل المجتمع التلمساني، وتزايد ظاهرة ارتداء الحجاب لدى الفتيات، قبل أن تفرد الوثيقة حصة لا بأس بها لمسألة الخمور التي لم تعد لها وجود بالولاية في ظل شحوب زراعة الكروم بالولاية باستثناء 800 هكتار مزروعة، مستعرضة في هذا الشأن الجانب التاريخي لزراعة الخمور والمرتبة التي كانت تحتلها تلمسان قبل الاستقلال في العهد الاستعماري، ومشيرة إلى أهم الإجراءات التي اتخذت مؤخرا ومنذ سنوات من قبل والي الولاية بغلق جميع المحلات بيع الخمور والكباريهات. * كما لم تغفل الوثيقة حتى الجانب الاجتماعي والعلاقات العائلية التي تجمع سكان المدينة بأشقائهم في المغرب، والفن المعماري المغربي الذي برز بشكل جلي في تلك النقوش والزخرفات التي نقشت على جدران المشاريع والإنجازات التي حظيت بها الولاية، هذا وتضمنت الوثيقة في ذات الصدد حديثا مطولا عن التهريب وعصابات التهريب والأساليب التي يستعملها المهربون في تمرير بضاعتهم عبر الحدود من بينها الحمير.