"أستغرب التكالب على السلطة والشعب الليبي مازال يذبح في الجنوب" إذا اختار الشعب عبد الحكيم بلحاج أو الصلابي سأكون أول المهنئين عبد الرحمن محمد شلقم من مواليد 1949 السياسي الليبي، وأمين الجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي في ليبيا، في الفترة بين 4 مارس 2000 حتى 2009، خلفا لعمر مصطفى المنتصر. وفي تعديل أقره مؤتمر الشعب العام في ختام جلسة عقدها في 5 مارس 2009، تم تعيين موسى محمد كوسا خلفا له. شغل بعدها منصب مندوب ليبيا لدى الأممالمتحدة. وفي 24 فبراير 2011، أعلن انشقاقه عن نظام معمر القذافي. اتهمه الصلابي بالعلمانية، وبسعيه وراء سرقة الثورة. اتصلت به الشروق، هاتفيا، مباشرة بعد استرجاع ليبيا لكرسيها في الأممالمتحدة، فكان هذا الحوار. * وصفك الصلابي في آخر تصريحاته بالعلماني، واعتبرك و شمام و جبريل "الثلاثي" الذي يريد سرقة الثورة. ما ردك على هذه الاتهامات؟ أولا.. كيف يمكن أن يسرق شيء ما لا يملكه شخص معين؟ من يملك الثورة الليبية أصلا حتى يطمع طامع في سرقتها أو الاستيلاء عليها؟ وعليه فاتهامات الصلابي مردودة عليه، وثورة الشعب الليبي ليست مزرعة أو بيتا، وإنما انجاز دفع فيه الليبي حياته ثمنا. يبقى الاحتمال الوحيد أن يطمع المسلح الذي يحمل سلاحا ويتوهم أنه قد يحكم بالقوة، مثلما فعل القذافي يوما ما.
أتقصد "بالمسلح الذي يتوهم أن يحكم بالقوة" بلحاج أو الثوار بشكل عام؟ لا أقصد شخصا بعينه، ولكني قلتها وأعيدها من منبر الشروق الجزائرية، لا أريد وزارة ولا رئاسة و لا إدارة، ما أريده هو قبر في ليبيا: أن ادفن في وطني، ولا أظن أنه ممنوع. أما من بدأ يتصارع على السلطة والمناصب، والشعب الليبي مايزال يموت ويقتل على يد عصابات القذافي، فالشعب وحده من خلال صندوق الاقتراع، وحدها ستختار من يقودها ويحكمها .وإذا اختار الشعب بلحاج أو الصلابي، فسأكون أول المهنئين، أنا ضحيت ولا أريد المقابل.
بماذا تفسر خرجة الصلابي في هذا الوقت بالذات، خاصة وأن مصطفى عبد الجليل قال، أمس، إن الخطر مايزال قائما، وإن القذافي لم يغادر ليبيا؟ أنا مسلم أشهد إلا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والداي متصوفان، وأديت مناسك الحج، ولدي إصدارات عن الدين والحضارة الإسلامية. مكتبتي كانت مكونة من 23846 كتاب، رماها القذافي وأذنابه إلى الشارع، واحرقوا بيتي. أحاضر عن الدين في جامعة نيويورك. يقول إنني علماني! أقول له أنا سني اشعري مالكي، يتمنى أن تقوم دولة ديمقراطية في ليبيا، وأن ينعم الشعب الليبي بالحريات التي حرم منها * عد إعلان أيمن الظواهري خليفة بن لادن على رأس القاعدة عن تأييده للثورات ودعمه للشعوب.. ألا تشكل سيطرة "الإسلاميين" على الميدان تهديدا لطبيعة الحكم في ليبيا؟
لست متخوفا لأنني أدرك جيدا أن الشعب الليبي الذي كسر الحصار وغلب الجبروت لن يستعبده أحد بعد الآن. الناس يقاتلون في جنوب ليبيا ويقتلون، فابن عمي قتل ذبحا منذ يومين فقط، وأنا استغرب فعلا من هذا التكالب على السلطة باتهام الآخرين والطعن في وطنيتهم. لا أعلم ما رد به جبريل وشمام ولكني عبد الرحمن محمد علي شلقم أقول لمن ينوي فقط فرض نظام معين على الشعب الليبي بقوة السلاح أن ثلاثة أشياء لن تعود أبدا "الاستعمار والعبودية والطغاة" نحن نريد أحزابا سياسية تقدم برامج واستراتيجيات عمل في التعليم والبطالة والبنى التحتية.
إلى أي مدى ستخدم"الجمعة المليونية" المجلس الانتقالي الذي بدأ يتلقى الانتقادات من الثوار؟
أنا مع مبادرة الجمعة "المليونية" اليوم لدعم المجلس الانتقالي وأرحب بذلك، لأن من يهزم الدبابات والتطرف والتسلط هو الشارع في طرابلس، وحده قادر على حماية الثورة. وأقول لمن يظن إنه سيفرض أي إيديولوجيا.. أنتم الخاسرون. الإسلام دين الدولة والشعب في ليبيا ولاعلاقة له بالسلاح، ولو كان كذلك لنجحت القاعدة في استقطاب الجماهير والتأييد والديمقراطية من أهم مبادئ ديننا الحنيف.
أين وصلت التحقيقات في عملية اغتيال عبد الفتاح يونس خاصة وأن احتمال التصفية أصبح مؤكدا بالأدلة حسب بعض وسائل الإعلام الأجنبية؟
لكي أكون صادقا معك عبد الفتاح يونس كان من أقرب الناس إلي ومن أهم أصدقائي وآخر اتصال به كان يوم السبت قبل مقتله، أين تحدثنا عن إستراتيجية الثورة وضرورة التوسع إلى الغرب. لقد فقدنا رجلا عظيما لن أنساه. ولا فكرة لدي لحد الآن عن النتائج التي وصلت إليها التحقيقات.
هل يفكر السيد شلقم في العودة إلى ليبيا؟
* اجتمعت لجنة الوثائق والتفويض منذ يومين وقررت بالإجماع أن ترجع ليبيا إلى كرسيها في الأممالمتحدة، وأنا باق فيها كمندوب لليبيا. ما يهمني حاليا هو توفير العلاج والتكفل بالمعاقين.
لو كان الحكم يفرض بالسلاح لنجحت القاعدة والشعب هو الذي يحمي الثورة