سعد الدين الشاذلي صرّح حفيد الفريق العسكري الشهير سعد الدين الشاذلي على هامش الاحتفال بانتصارات حرب أكتوبر، أن جده الذي بقي في المنفى لمدة 14 سنة بالجزائر، بعد خلافات مع السادات ثم مبارك، قال لعائلته إن أسعد لحظات حياته عاشها في الجزائر، ولم يُحزنه سوى تنّكر النظام المصري السابق، وفراعنته لإنجازاته، وأيضا ابتعاده عن العائلة والأهل والأحباب كل تلك السنين. * حفيد الشاذلي، واسمه كريم أكرم، خرج على شاشة قناة المحور المصرية أول أمس، ليتحدث عن بعض تفاصيل وأسرار حياة جده الذي وافته المنية يوما واحدا قبل خلع مبارك عن الحكم، في العاشر فبراير الفارط، علما أنه كان يتولى مهمة قيادة أركان الجيش المصري خلال الحرب ضد إسرائيل، وقد اختلف مع الرئيس المصري السابق أنور السادات نتيجة تدخل هذا الأخير في التفاصيل العسكرية، وحشر أنفه فيما لا يعنيه مثلما كان يقول الشاذلي، هذا الأخير الذي استغرب أيضا تلك الكراهية التي واجهه بها مبارك بعد تولي الرئاسة عقب اغتيال السادات..:"جدّي كان يقول إنه لا يوجد سبب مقنع للكراهية، إلا إذا كان خائفا على منصب الرئاسة ومنافستي له في ظل الشعبية الجارفة التي كنت أتمتع بها في الشارع المصري" مثلما ينقل أكرم كريم عن جده "الزاهد تماما في السلطة". * هذا الأخير الذي تمت محاكمته وسجنه بتهمة تسريب أسرار عسكرية في مذكراته، وهي التهمة التي كان سعد الدين يسخر منها كثيرا، علما أن النظام الدكتاتوري لمبارك، لم يكتف فقط بسجن وإذلال الشاذلي وإنما قام أيضا بمنع معاشه وسحب جواز سفره، ونزع كل النياشين والأوسمة منه، وتهديده بنزع الجنسية المصرية، وهو صانع انتصارات أكتوبر والعقل المدبر الذي أربك العدو الصهيوني! * للإشارة، فإن عائلة سعد الدين الشاذلي، وأحفاده، كانوا دائمي الزيارة له أثناء فترة إقامته بالجزائر، حيث كان هؤلاء يقضون معه العطلة الصيفية من كل عام، لمدة شهر أو شهرين، وهناك، عبّر الشاذلي عن فخره واعتزازه بالموقف الجزائري وبالشعب المضياف الذي احتضنه وعامله كواحد من أبطال حرب أكتوبر الذي تعتبر مصدر إعزاز، ليس للمصريين فحسب وإنما للعرب جميعا، خصوصا أن العديد من المقاتلين الجزائريين شاركوا فيها، كما أن القيادة السياسية وقتها بزعامة هواري بومدين، أبلت بلاء حسنا في نصرة العرب على جبهات المعركة.