بولطيف أمر بإلغاء مسابقة توظيف المضيفين بناء على توصية أمر، أول أمس، قاضي تحقيق بالقطب الجزائي المتخصص في قضايا الإرهاب والجريمة، بالعاصمة، بإيداع خمسة مضيفين عاملين بالجوية الجزائرية، الحبس الاحتياطي، بعد اتهامهم بالعمل لحساب شبكة دولية لتهريب الكوكايين يعتقد أنها نقلت خلال سنوات، على متن رحلات الجوية الجزائرية القادمة من دول أوربية وافريقية، كميات كبيرة من الكوكايين على دفعات، تقدر قيمتها بعشرات المليارات من السنتيمات. * وقالت مصادر قانونية اطلعت على الملف أن المضيفين الخمسة كانوا ضمن مجموعة من 14 شخصا قدمتهم مصالح الأمن رسميا أمام العدالة، بعد أن ضبطت مصالح الأمن، 205 غرام من الكوكايين، في الملابس الداخلية للمتهم (ح،ي)، مضيف بالجوية الجزائرية، على متن الرحلةالقادمة من باماكو، مساء 2 أكتوبر، وأدى القبض على المعني إلى توقيف باقي أعضاء المجموعة، لتتوسع دائرة الاتهام وتشمل رجل أعمال يشتغل في استيراد التجهيزات الطبية، وكذا مسؤول الفرع النقابي للمضيفين بالجوية الجزائرية (ب،م)، وأحد مطربي الشعبي المعروفين، الذين وضعوا تحت الرقابة القضائية، كما وجه قاضي التحقيق الاتهام بالتواطؤ والتغطية على عمل الشبكة، إلى ثلاثة من عناصر الشرطة منهم ضابط ومفتش. * وأضافت مصادرنا أن الشبكة قدمت اعترافات "مرعبة" حول طريقة عملها والجهات التي كانت تتواطأ معها وشبكة الزبائن والمستهلكين الذين تعاملت معهم ومنهم أقارب وأبناء شخصيات معروفة، وجاء في تفاصيل الاعترافات أن أفراد الشبكة كانوا يشتغلون في تهريب الكوكايين نقلا من اسبانيا ودول أوروبية أخرى إلى غاية 2009، حيث غيروا وجهتهم إلى العاصمة المالية باماكو "نظرا لجودة وانخفاض سعر الكوكايين الموجود فيها"، وهو التحول الذي جاء بعد أن نقلت عدة شبكات من أمريكا اللاتينية لتهريب وتجارة المخدرات عملها إلى غرب افريقيا في دول مثل غينيا والسنغال ومالي. * وعن القيمة المالية للمحجوزات، قال محدثنا أن 205 غرام من الكوكايين بإمكانها عند تقطيعها وإعادة معالجتها أن تنتج 2 كلغ من الكوكايين المعالج، يمكن تسويقه بأكثر من 2 مليار سنتيم بالأسعار المطبقة حاليا في الجزائر العاصمة "وإذا اعتبرنا أن هذا هو المتوسط في رحلة واحدة، يمكن أن تتصور القيمة المالية لما جرى نقله خلال السنوات الماضية في عشرات الرحلات" يعلق ذات المصدر، حيث كشفت مصالح الأمن أن عملية المعالجة وإعادة تقطيع وتوضيب الكوكايين قبل تسويقه تتم في عدة ورشات سرية موزعة على العاصمة وربما مدن أخرى. * * التسليم والاستلام في فندق الجوية الجزائرية * وتؤكد العملية المخاوف التي سبق أن أعلنها، مدير عام ديوان مكافحة المخدرات، عبد المالك سايح، حول استفحال نشاط تهريب المخدرات الصلبة مثل الكوكايين والهيروين، وهي التحذيرات التي لقيت اعتراض البعض في مستويات عديدة كانت تقول أن كلام سايح فيه "تضخيم وتشويه لسمعة البلاد في الخارج". * ويقول مصدرنا أن الخطورة لا تكمن فقط في كون شبكة الكوكايين المفككة هي الأكبر والأهم من نوعها حتى الآن، لكن في حساسية القطاع الذي ينتسب إليه أفرادها، في مؤسسة مثل الجوية الجزائرية، ويضيف أن ما يسميه "قمة الفساد" هو أن "عملية التسليم والاستلام" كانت تتم في فندق "ليكو لاميتي" في وسط العاصمة المالية بماكو، الفندق الذي يربطه عقد بالجوية الجزائرية لإيواء طواقم رحلاتها، طيارين ومضيفين ومسؤولي محطات وإطارات مسيرة. وكان الممون الرئيسي لأفراد المجموعة هو شخص مالي مجهول الهوية حتى الآن، ولاحظ مصدرنا أن تخصيص رواق أخضر يعفيهم من إجراءات التفتيش كان أحد المطالب الرئيسية التي رفعها المضيفون والمضيفات في الجوية الجزائرية خلال إضرابهم الأخير.