تستمر المحاولات لملاحقة واعتقال رموز النظام الليبي السابق، حيث تتركز الأنظار حاليا على الرجل الثاني في النظام ورئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي، الذي ترددت أنباء عن فراره إلى النيجر التي أكدت سابقا وجود الساعدي القذافي على أراضيها. * فقد نقلت وكالة رويترز للأنباء عن وزير خارجية النيجر محمد بازوم قوله إن حكومته تلقت معلومات من بريطانيا أولا ومن ثم دول غربية أخرى، تشير إلى أن عبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبي السابق وصهر العقيد معمر القذافي فر عبر الحدود الليبية إلى شمال النيجر. بيد أن المسؤول النيجري أضاف أنه -بسبب الطبيعة الجغرافية الشاسعة النائية للمنطقة- من الصعب جدا في الوقت الراهن التحقق من صحة هذه المعلومات أو من عدمها، مع العلم بأن مصدرا دبلوماسيا غربيا في باريس أكد لرويترز أن السنوسي مختبئ شمال النيجر. ومن المنتظر أن تثير هذه المعلومات ضغوطا كبيرة على النيجر باعتبار أن السنوسي مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية مع نجل القذافي سيف الإسلام -الذي لا يزال مصيره مجهولا- على خلفية اتهامهما بارتكاب جرائم بحق الإنسانية. يشار إلى أن السنوسي متهم بقتل واضطهاد مدنيين لقمع الثورة الليبية التي اندلعت في فبراير/شباط الماضي، وحققت إنجازا كبيرا الخميس بقتل الزعيم الهارب القذافي بعد سيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي على كامل مدينة سرت، محررة بذلك آخر معاقل النظام السابق بعد تحرير مدينة بني وليد قبل يومين.
فرار مسؤولين وكان عشرات من الموالين والمقربين من القذافي -ومنهم الساعدي أحد أبنائه- قد فروا في سبتمبر/أيلول إلى النيجر التي تقاوم حتى الآن مطالبات دولية وإقليمية بتسليمهم، داعية مسؤولي المجلس الانتقالي لإرسال محققين لاستجواب المعنيين. وفي هذا الشأن، قال بازوم إن موت القذافي أمس الخميس لم يغير موقف النيجر فيما يخص الساعدي القذافي، مشيرا إلى أن قرار الأممالمتحدة يمنع الأخير من السفر، ولم تتسلم بلاده أي طلبات بخصوص تسليمه، بعكس سيف الإسلام القذافي المطلوب بمذكرة اعتقال صادرة عن الشرطة الدولية (الإنتربول) استنادا إلى قرار من المحكمة الجنائية الدولية. وطالب الإنتربول أمس الخميس سيف الإسلام بتسليم نفسه عارضا توفير مرور آمن له إلى لاهاي للمثول أمام المحكمة، وسط غياب المعلومات الدقيقة بشأن مصيره، بخلاف المعتصم القذافي الذي تأكد مقتله وعرضت جثته أمس الخميس في مصراتة، بالإضافة إلى الإعلان قبل أيام عن مقتل خميس القذافي. يشار إلى أن مذكرة الاعتقال الصادرة عن الإنتربول في التاسع من سبتمبر الماضي تضمنت أسماء كل من العقيد معمر القذافي ونجله سيف الإسلام وعبد الله السنوسي. وكانت الأنباء الواردة من طرابلس قد أكدت الخميس -على لسان مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي- العثور على جثة وزير الدفاع الليبي السابق أبو بكر يونس جابر في أحد المستشفيات بمدينة سرت، واعتقال الناطق السابق باسم الحكومة إبراهيم موسى.