"سأعود إلى البيت بصفة نهائية عندما تكون لدي مشاكل صحية" "إنكم تصنعون خبزا مملوءا بالزبدة من العدم.. كنت مريضا.. فعلا كنت مريضا جدا.. وقد تعافيت بطريقة خارقة للعادة" أ. رحماني: [email protected] دافع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشدة عن وضعه الصحي وقال أنه يشعر بأنه رجل في كامل العافية، وهذا في تصريحات مثيرة وغاضبة لأول مرة منذ عودته إلى الجزائر بعد نقله في 26 نوفمبر 2005 إلى فرنسا على جناح السرعة، حيث خضع هناك لعملية جراحية بالمستشفى العسكري الفرنسي "فال دوغراس" وأبقي رهن الرقابة الطبية لأزيد من شهر كامل. وجاءت تصريحات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ردا على أسئلة الصحافيين الفرنسيين الذين رافقوا وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال الرئيس بوتفليقة مخاطبا الصحافيين "إنكم تصنعون خبزا مملوءا بالزبدة من العدم.. كنت مريضا.. فعلا كنت مريضا جدا.. وقد تعافيت بطريقة خارقة للعادة". وحذر الرئيس بوتفليقة الصحافيين الفرنسيين بحضور وزير الداخلية نيكولا ساركوزي من تعمد إثارة الحديث عن وضعه الصحي بطريقة سلبية، وقال "يجب التوقف عن الحديث عن وضعي الصحي"، وأضاف "أنا رجل بالتأكيد كالآخرين، ومن الواضح جدا أنه عندما تكون لدي مشاكل صحية سأعود إلى بيتي بصفة نهائية". وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقبل لأزيد من خمس ساعات كاملة وزير الداخلية الفرنسي بقصر الرئاسة بالمرادية بحضور كل من وزير الداخلية يزيد زرهوني، الوزير المنتدب دحو ولد قابلية وعبد اللطيف رحال المستشار الدبلوماسي بالرئاسة. وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس الجمهورية على المباشر عن وضعه الصحي للصحافيين، وقد اضطر الرئيس بوتفليقة إلى ذلك أمام رغبة وإصرار الصحافيين الفرنسيين على إثارة ملف الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة. ومنذ تعرضه للوعكة الصحية تجنب الرئيس بوتفليقة الخوض في هذا الملف رغم الإشاعات "القاتلة" التي تعرض لها أكثر من مرة. وفي العادة كانت المقالات التي تصدر في الصحف تتحدث عن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة منسوبة إلى معاينات صحافيين أو في أحسن الأحوال إلى شهادات "غامضة" لا تكتسي المصداقية الكافية. وكانت المرة الأولى التي تحدث فيها الرئيس بوتفليقة عن وضعه الصحي لشخصية إعلامية خلال لقائه بمدير أسبوعية "نوفال أوبسيرفاتور" الفرنسية على هامش زيارة وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي الربيع الماضي، وقد كتب بعد ذلك مقالا ذكر فيه بأن الرئيس بوتفليقة أبلغه بأنه عاد إلى الحياة ب"أعجوبة". وأثر التسيير الإعلامي لمرض رئيس الجمهورية سلبا في تبديد الشكوك التي أحيطت بمرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث وفي الوقت الذي تم الكشف فيه عن نقل رئيس الجمهورية إلى المستشفى العسكري بعين النعجة لمعاينة الوعكة الصحية التي ألمت به والتي تبينت لاحقا أنها قرحة نزيفية في المعدة، تحدث أطباء فرنسيون لاحقا ومنهم البروفيسور دوبري عن احتمال تعرض رئيس الجمهورية إلى مرض عضال، وهو ما كذبه في حينه الطبيب المرافق للرئيس الدكتور مسعود زيتوني، دون أن تبرز لاحقا مؤشرات جديدة حول تطور الوضع الصحي للرئيس والتي ظلت ترافقه منذ عودته إلى الجزائر نهاية ديسمبر 2005، حيث تابع بعدها فترة النقاهة التي إنتهت في 21 أفريل 2006 بعد زيارة ثانية إلى المستشفى العسكري "فال دوغراس" بفرنسا والتي لم يعلن عنها رسميا، وتولى زعيم الحزب اليميني المتطرف جون ماري لوبان الكشف عنها بصفة مفاجئة في تصريح لإذاعة فرنسية. وكان الرئيس بوتفليقة اعترف في رسالته المطولة إلى الشعب الجزائري بتاريخ 19 ديسمبر 2005، أي بمجرد خروجه من المستشفى العسكري الفرنسي فال دوغراس، بخطورة الوعكة الصحية التي كان يعاني منها وقال أن مرحلة المرض كانت "أيام المحنة"، ورد على ما أوردته أوساط طبية وإعلامية فرنسية بشأن وضعه الصحي على أنها مجرد "إشاعات وأراجيف مغرضة". ومنذ هذا التاريخ تحول الوضع الصحي لرئيس الدولة إلى ثابت من الثوابت في "التحاليل" السياسية والإعلامية سواء لتبرير الحديث عن التعديل الدستور أو أي نشاط رئاسي أو أي فترة فراغ على مستوى المؤسسة الأولى في البلاد. "محكوم علينا بمستقبل واحد ولا يمكن تحدي قوانين الجغرافيا" قال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إن "الجزائروفرنسا محكوم عليهما بمستقبل واحد، لأننا لا يمكن أن نتحدى قوانين الجغرافيا"، وذلك إثر اللقاء الذي جمعه بوزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي والذي استغرق ما يقارب خمس ساعات بمقر رئاسة الجمهورية. الرئيس بوتفليقة رفض من جهة أخرى، الإدلاء بأي تصريح حول العلاقات الجزائرية - الفرنسية في الظرف الراهن في ما يتعلق باعتراف فرنسا بماضيها الاستعماري في الجزائر وقانون الصداقة بين البلدين "لقد قلت على لسان المصالح الرسمية الجزائرية أن فرنسا ليس لها أي نية للتنازل وكذلك الجزائر، أظن أن هناك خطأ ما يجب تحمله". وأضاف رئيس الجمهورية، الذي قال إنه استقبل السيد ساركوزي "كصديق ووزير للداخلية"، لهذا، فالحديث عن الاعتذار الفرنسي عن الجرائم الاستعمارية في الجزائر "غير وارد في جدول اللقاء" مع ساركوزي. واج