تصوير: مكتب أم البواقي * إهتزت بناية تقع بحي السطحة الغربية المقابل لمسجد مالك بن أنس بمدينة عين فكرون التي تبعد عن مقر الولاية أم البواقي بحوالي خمسة وعشرين كيلومتر مساء أمس في حدود الخامسة والنصف على دوي انفجار مهول هز المدينة بأكملها، وللأسف كانت فاتورته ثقيلة جدا إذ أحصت مصادر طبية ستة قتلى على الأقل إلى غاية الساعة الثامنة والربع من مساء أمس، وما لا يقل عن ثلاثين جريحا تم نقلهم إلى مستشفى حمودي اعمر بعين فكرون ونقل البقية إلى المستشفى الجامعي بقسنطينة، والحصيلة مرشحة للارتفاع خاصة في ظل وجود عدد من الحرحى في حالة حرجة للغاية. "الشروق اليومي" تنقلت ليلا إلى مكان الحادث حيث اختلط الحابل بالنابل وكانت المدينة شبه منكوبة بين سيارات الإسعاف التي نقلت الجرحى وبين مواطنين يبحثون عن ذويهم في عز زيارات اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك الذي تحول إلى أحزان.. المأساة كانت أكبر من التحمل خاصة في مسشفى المدينة حيث أكد مدير المستشفى السيد صالح يونسي ل "الشروق"أن مصالحه أعلنت حالة طوارئ وصعب عليها إحصاء القتلى والجرحى، ووصف ما حدث بالكارثة الكبرى وأضاف بأن مصالحه استقبلت إلى غاية الثامنة 24 جريحا، وللأسف أربعة جثث عبارة عن أشلاء أضيفت لجثة مقطوعة الرأس، كما علمنا أن من بين الجرحى الستة الذين تم تحويلهم في حالة معقدة إلى قسنطينة لفظ أحدهم أنفاسه قبل بلوغ المستشفى. ووصف لنا الأطباء وطاقم شبه الطبي المناظر والجثث بالأغرب من الخيال، إلى درجة أن جثة وصلت متفحمة منزوعة الرأس بينما تفحمت بقية الجثث وأصيب الجرحى بحروق من الدرجة الثالثة، وللأسف فإن الكثير من الضحايا كانوا مارين عبر البناية فقط وليسوا من قاطنيها.. أما البناية الواقعة في العنوان رقم 1 بحي السطحة فتتكون من طابقين، وفي الوقت الذي أخلت مديرية سونلغاز بأم البواقي في بيان تسلمت "الشروق"نسخة منه مسؤوليتها من الحادث خاصة أن الكثير من المواطنين ظنوا أن الانفجار راجع إلى تسرب للغاز، أكدت مصادر عليمة أن أحد سكان البناية كان يعمل في ورشة للذخيرة الحية تستعمل في صناعة بارود بنادق الصيد فحدث الإنفجار المرعب الذي أسقط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح، وبينما واصلت مصالح الأمن تحقيقاتها في هذه الكارثة أعلنت ولاية أم البواقي ما يشبه حالة الطوارئ خاصة عين فكرون التي عاشت أمسية رعب حقيقية بين عائلة من ثلاثة أفراد هلكت بالغاز وضحايا هلكوا بالبارود، وغالبية الضحايا من عائلة خرشي.