استبعد إمكانية تسلّل جماعات إرهابية إلى الأراضي الجزائرية إنتقد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الإجراءات التي تفرضها البلدان الغربية في وجه تنقل الأشخاص القادمين من الدول الإفريقية، خاصة فيما يتعلق بغلق الحدود ومنح التأشيرات، مشيرا إلى أن إفريقيا منشغلة إنشغالا مشروعا "بغياب حل شامل لهذه المسألة من قبل شركائنا الغربيين الذين يواصلون تفضيل الإجراءات الأمنية على حساب المقاربة الشاملة القائمة على التنمية". وأضاف الرئيس الجزائري، بهذا الصدد، "فعادة ما يغلقون حدودهم، مانعين التنقل الحر للأشخاص، من خلال قيود مفروضة مثل تلك المتعلقة بمنح التأشيرات"، وأكد بأن غلق الحدود في الواقع، "يدفع إلى القيام بأعمال تعرض حياة الأشخاص للخطر وتفتح المجال أمام ممارسات غير قانونية تحط من كرامة الإنسان". الرئيس بوتفليقة، دعا المجموعة الغربية، إلى إقامة "تعاون يراعي مبدأ حرية تنقل الأشخاص مع تنظيم أمثل للإجراءات الأمنية الملائمة، وتكييف التدفقات البشرية مع الحاجة لليد العاملة في مختلف الأسواق"، وقال رئيس الجمهورية، في حوار نشرته اليومية الإيطالية "كوريير ديلاسيرا"، بأن الجزائر لازالت تمثل نقطة عبور لهجرة متنوعة أغلبها من منطقة جنوب الصحراء، محذرا من هذه الظاهرة التي "قد تأخد أبعادا خطيرة في حالة ما إذا لم يتم التكفل بها بالكيفية اللازمة في إطار تعاون دولي فعال". السلطات الجزائرية -تعمل حسب الرئيس بوتفليقة- بلا هوادة على مكافحة الهجرة السرية، "رغم نقص الوسائل المتوفرة لدى مصالحها الأمنية، لكنها مع ذلك تبقى على وعي بأن الحلول الأمنية ليست كفيلة لوحدها بوضع حد لهذه الظاهرة"، مبرزا بأن الجزائر تتوفر على أكثر من 7000 كلم من الحدود البرية والبحرية، "وإنه لمن ضرب التوهم زعم ضمان مراقبة صارمة لكل هذا الإمتداد مهما كانت الوسائل المحشودة لهذا الغرض"، مشيرا إلى أن الجزائر لم تعد بلدا مصدرا وعبورا للمهاجرين غير القانونيين فحسب، "بل أنها باتت وجهة وفضاء إقامة للعديد من المهاجرين سيما القادمين من إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء و الذين تتيح لهم الورشات الإقتصادية الكبرى بالبلاد فرص عمل". وحول مكافحة الهجرة السرية ومراقبة الحدود البرية، أكد الرجل الأول في الدولة، بأن "مصالحنا الأمنية مجندة بحزم وفعالية"، وأرجع محاولة "قلة من الجزائريين المغامرة من خلال الهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا فذلك يفسر بسببين رئيسيين"، أولهما -مثلما قال- "التحسن المستمر لظروف معيشة الجزائريين سيما الشباب مما يجعلهم يعزفون عن المغامرة الأوروبية"، وثانيا "يقظة المصالح المكلفة بمكافحة الهجرة غير الشرعية التي تمنع مجمل محاولات الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر". من جهة ثانية، وحول الملف الأمني بالجزائر، أكد الرئيس بوتفليقة في حواره للصحيفة الإيطالية، بأن الخبرة التي إكتسبتها قواتنا الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب ويقظة الشعب الجزائري، إلى جانب بعض النتائج التي سجلها التعاون الدولي، "تبعث على الإطمئنان، وأن إمكانات تسلل جماعات إرهابية إلى الجزائر تتقلص يوما بعد يوم"، وقال رئيس الدولة "صحيح أن شساعة التراب الجزائري سيما الجنوب الذي يتميز بكثافة سكانية ضئيلة قد يبعث على الإعتقاد بأن هذا البلد هش وأنه يتيح إمكانات لتسلل الجماعات الإرهابية إليه"، مؤكدا بأن "قواتنا الأمنية تعمل على ضمان حراسة ناجعة بإستخدام الوسائل المتوفرة لديها والتجربة التي تتمتع بها". جمال لعلامي: [email protected]