يواجه آلاف التلاميذ بقرابة 60 مدرسة ابتدائية بمدينة الاغواط، خطر الإصابة بمرض السل والجرب بسبب التأخر غير المبرر لمصالح البلدية في تموين المؤسسات التربوية بمواد التنظيف والصيانة، خصوصا في ظل الأوضاع الكارثية لمعظم دورات المياه التي تشكو من تكسر وانسداد شبكات الصرف الصحي. تبرأ مديرو المدارس الابتدائية من عواقب تأخر تزويدهم بمواد التنظيف والصيانة من طرف مصالح بلدية الاغواط وانعكاساتها الصحية على التلاميذ، بعد أن تجاهل والي الولاية شكواهم المرسلة إلى مصالحه بتاريخ 28 سبتمبر الماضي والتي تحذر من احتمال تعرض التلاميذ إلى الأمراض المتنقلة بسبب انعدام مواد التنظيف بجميع المدارس الابتدائية المنتشرة في أحياء المدينة. وفي هذا السياق، أشار ذات المسؤولين بأنهم راسلوا رئيس البلدية، باعتباره مدير متقاعد على علم بكل المشاكل التي تعاني منها المدارس الابتدائية، إلا أنهم لم يتلقو ردودا ملموسة، مما دفعهم إلى الاستنجاد بمسؤول الهيئة التنفيذية لمناشدته بضرورة التدخل لدى رئيس البلدية لتطبيق التعليمة الوزارية رقم 238 المؤرخة في 07 جويلية 2011 المتعلقة بتحضير الدخول المدرسي الجاري التي تندرج ضمن إصلاح المنظومة التربوية، خصوصا وأن الدخول المدرسي قد مر عليه أكثر من شهرين دون أن تمون المؤسسات التربوية بمواد التنظيف والصيانة لتنظيف الحجرات وكذا عدم توفير وسائل الإطعام في جميع المطاعم المدرسية، هذا فضلا عن عدم تسليمهم منحة التسيير البيداغوجي والتربوي لضمان السير الحسن للدراسة. وأمام تراكم الأوساخ وانتشار الروائح الكريهة المنبعثة من دورات المياه، فقد تطوع الكثير من المعلمين لاقتناء المواد المنظفة من مالهم الخاص، إضافة إلى تبرع بعض التلاميذ بالطباشير وبعض لوازم التسيير التربوي حفاظا على مواصلة دراستهم. من جهة أخرى، عبر بعض المديرين عن استغرابهم التعليمة رقم 191 المؤرخة في 31 أكتوبر الماضي الصادرة عن الأمين العام لمديرية التربية التي تنص على تقديم الوجبة الباردة أثناء الراحة الصباحية داخل الأقسام وبإشراف المعلمين مع تمديد وقت الراحة إلى 25 دقيقة، وهو ما اعتبره المعلمون عملا لا علاقة له بطبيعة مهنتهم، خصوصا وأن غالبيتهم يحتاج بدوره إلى فترة راحة بعد المجهودات الكبيرة والطاقة التي يبذلونها من أجل إيصال المعلومة لقرابة 55 تلميذا في القسم الواحد. تجدر الإشارة إلى أن أعضاء لجنة الشؤون الاجتماعية للمجلس الشعبي الولائي في دورته السابقة قد رفعوا تقريرا أسود عن أوضاع المدارس الابتدائية بغالبية بلديات الولاية التي تشكو من غياب التهيئة والترميم وتعاني من نقص فادح في أعوان النظافة والصيانة والحراسة.