كشف الدكتور أحمد عظيمي الخبير في الشؤون الأمنية أن الهدف من اختطاف الرعيتين الفرنسيتين شمال مالي ليلية الأربعاء إلى الخميس يعتبر ردا سريعا على الاجتماع الأخير لقادة أركان جيوش الساحل ببامكو. * وقال عظيمي في تصريح ل "الشروق" إن الجماعات الإرهابية من خلال إقدامها على خطف الرعايا الأجانب سواء عن طريق الصدفة من خلال تجوال الإرهابيين في المنطقة أو من خلال الترصد والتخطيط لخطفهم من مناطق غير محمية تسعى بالدرجة الأولى إلى تحقيق هدفين كبيرين، الأول يتعلق بإثارة القلاقل والدعاية لنشاطاتهم من خلال لفت انتباه وسائل الإعلام التي تعتبر أوكسجين التنظيمات الإٍرهابية وتتغذى من خلاله، والثاني هو الحصول على الأموال من خلال دفع الفدية كون الدول الغربية تعوّدت على دفعها لتحرير رهائنها، وبالتي وجدها التنظيم فرصة من ذهب للحصول على الدعم المالي، وفرنسا ستعمل على دفع الفدية كعادتها لتحرير رهائنها. * وردا عن سؤالنا فيما يتعلق بكيفية تعامل الجزائر مع الوضع عن إمكانية إستجابتها للنداء المالي الخاص بملاحقة الفلول الإرهابية ماوراء الحدود، قال الخبير في الدراسات الاستراتيجية الأمنية إن الأمر واضح بالنسبة لبلادنا ولا نقاش فيه، فالجزائر قبل كل شيء حرّمت دفع الفدية، لأنها تفتح شهية التنظيم الإرهابي، خاصة أن الجزائر تعتبر نفسها أدرى بما يجري بالمنطقة، لأنها تمثل عمقا استراتيجيا بالنسبة إليها، ولأنها أعلم من أي دولة في الساحل وخارجه، بالتنظيم المسلح الذي يثير هواجس الغرب حاليا، وبالتالي فهي أقدر على كسر شوكته، كما فعلت مع قيادته الموجودة في شمال الجزائر، التي تأتمر تنظيمات الجنوب بأوامرها. * أما بالنسبة لتدخل الجزائر لملاحقة الفلول الإٍرهابية أضاف الدكتور عظيمي أن "بلادنا تسير على مبدأ واحد منذ إستعادة السيادة الوطنية إلى اليوم، وهو عدم التدخل عسكريا في أي مكان خارج عن الحدود الجزائرية، ولم يحدث أن شارك الجيش الجزائري في حروب خارجية عدا حروب 67 73 إلى جانب الجيش المصري، وهي حروب تدخل في إطار مغاير، والموقف ذاته بالنسبة للتدخل الأجنبي في بلدان الساحل، حيث ترى أيضا أن أي تدخل عسكري أجنبي في منطقة الساحل والصحراء لن يحل الأزمة بل يؤّزمها أكثر، لأن التواجد العسكري الأجنبي سيغيّر طبيعة الصراع، من صراع ضد الإرهاب إلى صراع ضد العدو الأجنبي. وستأخذ المجموعات الإرهابية شرعية الجهاد. * وأضاف محدثنا أن الجزائر تدعو باستمرار إلى تنسيق الجهود وتبادل المعلومات والمساهمة في تكوين جيوش دول الجوار، وإنشاء قيادة عسكرية مشتركة المعنية بالإٍرهاب، لكن بدون تدخل مباشر للجيش الجزائري في هذه الدول.