انتهت قمة الكرة الأرضية مثلما بدأت في كل ربوع العالم، رفاق الساحر ميسي كسبوا نقاط المواجهة وشدوا الرحال إلى اليابان للمشاركة في مونديال الأندية، ودخل لاعبو الريال بيوتهم خائبين بكل هدوء في انتظار القمة الثانية للثأر من خبث الحظ، بينما عندنا في الجزائر وكالعادة اشتعلت النيران وافترق الأحباء وتخاصم الأشقاء وتصادم الرفقاء وتعكرت الأجواء.. * انتهت قمة الكرة الأرضية مثلما بدأت في كل ربوع العالم، رفاق الساحر ميسي كسبوا نقاط المواجهة وشدوا الرحال إلى اليابان للمشاركة في مونديال الأندية، ودخل لاعبو الريال بيوتهم خائبين بكل هدوء في انتظار القمة الثانية للثأر من خبث الحظ، بينما عندنا في الجزائر وكالعادة اشتعلت النيران وافترق الأحباء وتخاصم الأشقاء وتصادم الرفقاء وتعكرت الأجواء.. من سنوات خلت شغلت قصة المرحوم "ملايكة" الرأي العام بعد ما تقى طعنة غادرة وهو يهم بمغادرة ملعب البليدة، ومنذ أيام فقط فقدنا شابا جزائريا لا ذنب له سوى أنه تنقل للملعب لمتابعة ناديه المفضّل، واليوم نتناحر من أجل فريقين نتابعهما عبر الشاشة فقط وتحت رحمة بطاقة الجزيرة الرياضية.. ببرج الكيفان شرق العاصمة اندلعت مواجهات استعملت فيها كل الأسلحة البيضاء، لأن الحكم رفض طرد ميسي، وفي منطقة أخرى تناثرت الدماء، لأن أحد مناصري الريال لم يهضم شتم أنصار البولغرانا لنجم نادي القرن كريستيانو وإطلاق إسم إمرأة عليه! وليس بعيدا عن عالمنا الثالث، أطلق أحد الشباب من الكونغو النار على والده، لأنه من أنصار البارصا وأرداه قتيلا، في حين تصافح كل من ميسي وبيبي وكاسياس وفالديس ورونالدو وانيستا، وهنأ مورينهو فيلانوفا مساعد غوارديولا، وهو الذي كاد أن يفقأ عينه في مواجهة سابقة، ووصف راموس فريق البارصا بالرائع، وقال إنه من الواجب تهنئته على هذا الفوز، وجلس بيريز إلى جنب روسيل في صورة تُجسد المعنى الحقيقي لكرة القدم، وتقدم رسالتها الصحيحة القائمة على الروح الرياضية لا على الروح القتالية بالسيوف والخناجر وكل ما يُمكن الذبح والسلخ به!! هؤلاء الذين سلوا سيوفهم بعد صافرة نهاية اللقاء، ربما لا يعرفون أن لاعبي الريال والبارصا يلتقون في كل مباراة لمنتخب بلادهم يمزحون ويضحكون ويتذكرون مواجهاتهم بكثير من خفة الروح، مثلما يتحدث دي ماريا مع ميسي في الأرجنتين وأبيدال وبن زيمة في فرنسا، ففي الوقت الذي يُتابع فيه العالم كرة القدم على أساس أنها ترفيه ومتعة وعملية استثمارية للبعض، نقوم نحن بقتل بعضنا من أجلها، ومن أجل ناد يبعد عنا آلاف الكيلومترات.. يبدو أن الحل الوحيد لمنع العنف ليس في الملاعب هذه المرة، بل في المقاهي والبيوت، هو منعنا من متابعة الكلاسيكو وعلى من يريد أن لا يفوت الفرصة أن يتنقل إلى اسبانيا ويمارس جنونه على مرآى ميسي ورونالدو.