صورة الجاني القاضي للسفاح:"أنت اعترفت بجريمتك أمام قاضي التحقيق وعهد الضرب قد ولىّ" "وبالوالدين إحسانا"، هي الآية التي ردّدت كثيرا في قاعة كانت مملوءة عن آخرها، الأعصاب مشدودة والأنفاس محبوسة، إنها محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء سطيف أين حوكم المتهم "س.سامي" من مواليد 18 جانفي 1991 القاطن بحي أول نوفمبر بسطيف، عن جنايات القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد على الأصول الشرعية وهم والديه، القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ضد أخته، محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ضد أخوه، الضرب والجرح العمدي ضد أخوه الثاني، حيث حضر جلسة المحاكمة أزيد من 20 شاهدا وقائع الجريمة البشعة التي هزت الشارع السطايفي، وهذه مجريات المحاكمة. * القاضي يستدعي المتهم ويشرع في مساءلته * القاضي: ما اسمك وكم سنك؟ * المتهم: س.سامي وعمري 21 سنة. * القاضي: ما هو مستواك الدراسي؟ * المتهم: توقفت عن الدراسة في الرابعة متوسط. * المتهم يلتمس من القاضي تأجيل القضية لأن حالته النفسية مضطربة * القاضي: حالتك النفسية عادية داخل المؤسسة، وهذا بشهادة الأطباء والخبراء الذين أجروا لك الخبرة. * القاضي: هل أنت عامل أو بطّال؟ * المتهم: أنا لاعب كرة قدم. * القاضي: كيف كانت علاقتك مع أفراد عائلتك؟ * المتهم: علاقتي معهم جيدة. * القاضي: هل تشاجرت مع والدك من قبل بسبب إصرارك على السفر إلى الخارج. * المتهم: نعم كان لدي رغبة كبيرة للسفر إلى ليبيا. وتناقشت مع والدي. * القاضي: يوم وقوع الجريمة أين كنت؟. * المتهم: كنت خارج البيت مع أصدقائي ودخلت منتصف النهار لتناول الغذاء، وعندما تناولت الغذاء تأزمت الحالة الصحية لأبي، لأنه يعاني من داء السكري، أين طلبت والدتي إحضار طبيب له. * القاضي: ماذا صرحت للضبطية عند عودتك من مالبو. * المتهم: أخبرتهم أنني تناولت الغذاء مع العائلة، ثم خرجت، وعلى الساعة الثالثة مساء عدت إلى المنزل، فلم يفتح لي أحد الباب، فاتصلت بشقيقي وطلبت منه الحضور ليفتح لي الباب، وبعدها قمت بالاعتداء عليه، بقضيب حديدي، ونفس الشيء فعلته مع أخي وليد، ولما رأيت الدماء اتصلت بالحماية المدنية من هاتف عمومي. * * القاضي: وماذا عن والديك؟ * المتهم: سمعت ضجيجا داخل المرآب، فدخلت لأفاجأ بجثتي أمي وأختي داخله * القاضي: وماذا عن والدك؟ * المتهم: أبي لم أره ولا أدري ماذا أصابه. * القاضي يقاطعه ويواجهه بتصريحاته أمام قاضي التحقيق التي اعترف من خلالها بأنه هو من قتل أفراد أسرته. * المتهم: لا أساس لهذه التصريحات من الصحة، لأنني اعترفت تحت طائلة التهديد والضرب. * القاضي: عهد الضغط والضرب قد ولى، والمحضر الذي وقعته بنفسك أمام وكيل الجمهورية يدل على أقوالك أمام قاضي التحقيق. * النائب العام: قلت أنك اتصلت بأخيك ليفتح لك الباب، وأمام قاضي التحقيق صرحت بأنك اتصلت به من أجل نقل أختك إلى المستشفى لأنك وجدتها على قيد الحياة وهي تسبح في دمائها. * القاضي: ما هي الدوافع التي جعلتك ترتكب الجريمة؟ * المتهم: لست الفاعل، وما هو موجود داخل المحضر لا أساس له من الصحة. * القاضي يستدعي أخ المتهم المدعو وليد. * القاضي: أحكي لنا ماذا حدث بالضبط. * أخو المتهم: لما اتصل بي المتهم أتيت مسرعا ولما دخلت، لم أجد أحدا في البيت وفجأة خرج أخي المتهم وانهال عليّ بالضرب بقضيب حديدي على رأسي، ولحسن الحظ تمكنت من الفرار، أين أقلني أحد الجيران إلى المستشفى. * القاضي: ماذا تقول عن طباع أخيك؟ * أخو المتهم: نحن نعرف أنه إنسان رياضي وحسن الخلق. * القاضي يستدعي أخو المتهم الآخر. * القاضي: أحكي لنا ماحدث بالضبط. * عبد الرحيم: اتصل بي أخي وطلب مني الحضور مسرعا إلى البيت، وهو ما فعلته. * ولما دخلت إلى المنزل فاجأني بقضيب حديدي، وانهال عليّ ضربا أين أغمي عليّ ولم أستفق إلا بعد 15 يوما في المستشفى. * القاضي يستدعي أكثر من 20 شاهدا، أكد أغلبهم أن المتهم كان في المنزل أثناء وقوع الجريمة، مما يعني تورطه في المجزرة التي راح ضحيتها والديه وشقيقته، والكثير من الألم للبقية، ولكل سكان سطيف. * وبعد المداولات أيدت المحكمة التماسات النيابة والمتمثلة في تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم.