انتهت نهاية الأسبوع عملية التحقيق مع مرتكب المجزرة التي راح ضحيتها ثلاث أفراد من عائلة واحدة، بعد أن اعترف الجاني "سامي" 18 سنة قصة الجريمة بكاملها لوكيل الجمهورية، حيث تم إحالته على قاضي التحقيق الذي وجه له بدوره جملة من التهم الثقيلة أبرزها، جناية قتل الأصول والفروع، والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، زيادة على محاولة القتل العمدي في حق شقيقيه. وحسب المتهم سامي الذي راح يروي قصة الفاجعة دون أن يتأثر، فإنه قد شرع في عملية تصفية أفراد عائلته انطلاقا من شقيقته آمال المصابة بإعاقة دائمة موجها لها ضربات عديدة على مستوى الرأس أدت إلى وفاتها في عين المكان ثم أنهال على والدته بنفس القضيب الذي قتل به أخته، وقد أثبت تقرير الطب الشرعي أن الجاني كان يركز في جميع ضرباته على الرأس ولمرات عديدة حتى يتأكد من موت الضحية، ثم صعد إلى الغرفة العلوية أين كان والده نائما وجه له بدوره أيضا عديد الضربات بالقضيب أين قضى عليه، لم يكتفي سامي بقتله للوالدة والوالد والأخت بل خطط أيضا لقتل أخويه اللذين كانا خارج البيت ساعة الجريمة، فراح هذا الأخير يطلب أخاه عبد الرحيم الملقب ب" سعدون" بواسطه هاتف نقال الوالد المقتول مستعجلا قدومه إلى المنزل لأمر طارئ، وبمجرد دخوله إلى البيت هاجمه سامي بقضيب على مستوى الرأس أيضا، مسبب له في نزيف دموي حاد على مستوى جمجمته، ثم انصرف عنه ضنا أنه قد قضى عليه وهو يسبح في بركة دمائه، لم يبقى ينقص من العائلة سوى وليد الذي كان في عمله، فانتظره سامي حتى عودته إلى المنزل، وعند مجيء هذا الأخير إلى البيت قرع جرس الباب لكنه وجده موصدا فاستعمل مفتاحه الشخصي للدخول، وما إن امتطى غرفة الاستقبال هم بإشعال مصابيح القاعة ليتفاجأ بمشهد برك الدماء التي غطت المكان ووجد أخاه مرميا في الوسط، وما إن هم بمساعدة أخيه عبد الرحيم الذي كانت يتخبط وسط الدماء حتى انقض عليه سامي بضربة من الخلف كادت تقضي عليه، لكنه تمالك نفسه وفر خارجا من البيت وهو يصرخ متجها مباشرة نحو أحد الأقرباء، ليخرج بعدها سامي بكل برودة واتصل بسيارة إسعاف من العيادة المجاورة للمنزل، ثم فر نحو مدينة بجاية بوساطة "سياراة الفرود" أين قضى الليلة، لتشرع بعدها مصالح الأمن الوطني في عملية ترصد كبير له ومعلومات من طرف أخيه المصاب الذي أعطى لهم بعض الصور، لتتمكن ذات المصالح من القبض عليه في حدود الساعة 23:40 دقيقة وبحوزته مبلغ مالي قدر ب : 1540 دج. وبعد الشروع في التحقيق مع الجاني تم عرضه على عديد الأطباء النفسانيين، أين أكد جميعهم أن سامي قد أصيب بهستيريا مفاجئة صاحبتها عدوانية باطنية ناجمة حيث اعتبر نفسه مهمشا ومقهورا من طرف الجميع،فضلا عن عدم قدرته على الدفاع عن نفسه ضد أشقائه ووالده وباقي العائلة، وقد غذت تلك العدوانية عوامل أخرى منها الفشل في إثبات نفسه، حيث طرد من المدرسة، وفشل رياضيا بعد استبعاده من فريق كرة الطائرة بكل من وفاق سطيف وإتحاد سطيف، لتكون النقطة التي أفاضت الكأس مسألة رفض الوالد تسليمه مبلغا من المال للهروب نحو إيطاليا، وهو ما أدخله في وحدة لمدة طويلة جعلته يهجر بيت العائلة ويقيم لأيام عديدة في إحدى قاعات الألعاب بالحي "دالاس" كما أجمع المختصون على أن كل هذه العوامل جعلت من الشاب يتحول إلى آلة حقيقية للقتل دون التمييز بين ضحايا أو عددهم، وفي ذات الحالة المستهجنة تصبح للجاني قوة عضلية كبيرة وبرودة أعصاب عالية على تحمل تبعات فعلته وهو ما اتضح فعلا خلال مرحلة التحقيق معه، فيما خلص المختصون أن هذا الحدث سوف يحفر في ذاكرة المتهم وهو ما سيسبب له نوبات عقلية أبدية، خاصة عندما يتذكر أن من تم تصفيتهم هم الوالد والوالدة والإخوة. وفي الأخير لا يزال شقيق المتهم "عبد الرحيم" يخضع للعناية الصحية المركزة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، وحياته لم تنجوا بعد.