لقد احتفلنا في الثالث من شهر ديسمبر باليوم العالمي المخصص من قبل الأممالمتحدة لذوي الاحتياجات الخاصة. وهي مناسبة مميزة جدا بالنسبة إلينا، في حين نقترب من موعد انطلاق الألعاب الأولمبية وشبه الأولبية لعام 2012 في المملكة المتحدة، وهي البلد الذي أَسس لما عرف لاحقا بالحركة شبه الأولمبية. * في 1948 نظم الدكتور لودويغ غوتمان أول مسابقة رياضية للمعاقين، وكانت مسابقة رماية السهام لفائدة معطوبي الحرب العالمية الثانية في مستشفى ستوك ماندفيل. وبعد مضي أربع سنوات انضم الرياضيون الهولنديون لتصبح حدثا رياضيا عالميا. وفي سنة 1960 شارك 400 رياضي من 21 بلدا في المسابقة وتم الاعتراف بها رسميا "كألعاب شبه أولمبية". سجلت الحركة شبه الأولمبية خلال ال 50 سنة الماضية نموا استثنائيا، وفي 2012 سيتنافس حوالي 4200 رياضي في 20 رياضة في 15 موقعا مختلفا خلال 11 يوما. ونحن ننتظر قدوم مليوني شخص لمشاهدة الفعاليات. لقد قطعنا شوطا طويلا منذ مسابقة ستوك ماندفيل في 1948 . إذ نادرا ما كان يحصل الرياضيون في ذلك الوقت على عمل أو على نشاطات ترفيهية. أما اليوم، سواء كانوا رياضيين أم لا، فبإمكان الأشخاص المعاقين أن يعيشوا حياة مستقلة وأن يحققوا أقصى إمكاناتهم، ويصبحوا أعضاء محترمين من المجتمع. كما تحرز الجزائر أيضا تقدما معتبرا في هذا السياق. وأنا أرحب خاصة بالمبادرة التي أعلن عنها وزير التضامن الوطني والأسرة، السيد سعيد بركات، في الثالث من ديسمبر والمتمثلة في القيام بتحقيق وطني حول الإعاقة في الجزائر لإحصاء عدد المعاقين على المستوى الوطني وضمان التكفل الأمثل بهذه الفئة الهشة وتحسين ظروف معيشتها. كما أننا نستعمل هذه الألعاب لتشجيع عدد أكبر من الأشخاص المعاقين للقيام بالرياضة في المجتمع. ليس فقط للعثور على الجيل التالي من الرياضيين شبه الأولمبيين، بل أيضا لإظهار كيف يمكن للرياضة أن تثري حياة الأشخاص المعاقين وأن الإعاقة ليست ولا يجب أن تعتبر حاجزا. وقد قمنا بعدة خطوات تطبيقية في لندن لجعل الألعاب أكثر شمولا من أي وقت مضى. فعادة ما كانت المشاكل التي يواجهها الأشخاص المعاقون تتعلق بالنقل ودخول الأماكن. لذلك كنا نعمل على حافلة نموذجية يسهل صعودها لنقل الرياضيين إلى مواقع الفعاليات. ستكون كل حافلة قادرة على نقل ستة أشخاص على كرسي متحرك حتى يتمكن الرياضيون المعاقون حركيا من التنقل مع فريقهم. وتم تجهيز أكثر من 8250 حافلة في لندن بنظام آلي للإعلان السمعي البصري لمساعدة الأشخاص ضعيفي البصر والسمع. كما أن جميع حافلات لندن وسيارات الأجرة السوداء المشهورة مصممة ليتمكن الأشخاص المعاقون من الصعود إليها. لكن هذا لا يتعلق بالرياضة فقط. إذ سيتمكن الأشخاص المعاقون الذين يزورون المدينة من الاستمتاع بجمالها ومواقعها التاريخية والترفيهية مثل منطقة الضفة الجنوبية التاريخية "أي الضفة الجنوبية لنهر الثايمز"، والتي ننفق حاليا 4 ملايين جنيه استرليني لتسهيل الوصول إليها. ونحن ننوي في السفارة مشاركة روح الألعاب من خلال تنظيم مجموعة من النشاطات الرياضية مثل سباق الجري لجمع الأموال لفائدة المعاقين وإطلاق مسابقة حول الألعاب في صفحتنا على الفيسبوك. من الواضح أننا سنستمتع جميعا بالرياضة وبالاهتمام الذي سينصب على الألعاب في المملكة المتحدة السنة المقبلة، وسيكون هذا الحدث مصدر ترفيه وأمل. لكن طموحنا يتعدى ذلك. نريد اغتنام الفرصة التي تتيحها الألعاب لتغيير طريقة تفكير وشعور وسلوك الناس اتجاه الإعاقة ورياضة المعاقين لخلق مجتمع أكثر انفتاحا وشمولا. ومن خلال العدد الهائل من المشاهدين حول العالم نريد أن تصل هذه الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص والبلدان. إن المملكة المتحدة معروفة عالميا بسعيها لتحقيق المساواة للمعاقين ونحن عازمون على الحفاظ على هذه السمعة. وكما قال وزير الشؤون الخارجية البريطاني، جيريمي براون: "إن المملكة المتحدة عازمة على احتضان أكبر دورة ألعاب من نوعها، من حيث عدد المتنافسين والمتفرجين وستكون دورة لندن 2012 أول دورة دمج فيها التخطيط للألعاب شبه الأولمبية مع الألعاب الأولمبية. وقد تم أخذ الرياضيين والمتفرجين بعين الاعتبار في تصميم وبناء مقرات الألعاب والمساحات المفتوحة ووسائل النقل العام لسنة 2012 ." "إذن فمثلما استغلت الأممالمتحدة الثالث من ديسمبر 2011 لتشجيع إدماج الأشخاص المعاقين في المبادرات التنموية، أتمنى أن ألعاب لندن 2012 ستشجع كذلك على أن يكون إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في صلب اهتماماتنا عند التخطيط لأي حدث رياضي وثقافي مهم خلال السنوات المقبلة." *سفير بريطانيا بالجزائر