بحلول شهر ديسمبر تكون الجزائر قد دخلت العد التنازلي لبداية تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، أكبر حدث ثقافي عرفته الجزائر منذ الاستقلال. وحسب بعض المصادر، فإن حفل الافتتاح الذي كان مقررا في نهاية شهر ديسمبر تم تأجيله الى تاريخ لاحق لم يتم تحديده بدقة »الاسبوعين الأولين من شهر جانفي« على أن يتم تنظيم حفل ثان شعبي يجوب شوارع العاصمة مقابل الحفل الرسمي الذي أوكلت مهمته الى الفرقة اللبنانية عبد الحليم كراكلا. وفي انتظار الندوة الصحفية، التي من المنتظر أن يعلن عنها في وقت لاحق، دخلت اللجان الفرعية في التظاهرة مرحلة الإعداد النهائي للبرنامج الذي تؤكد المصادر أنه بلغ 80 بالمائة من الإعداد، بحيث اعتمدت لجنة الكتاب 500 عنوان، 90 منها مترجمة عن روائع الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، إضافة إلى إعادة طبع بعض المؤلفات العربية المشهورة، أما باقي الكتب فتتوزع بين الكتاب الفني (100) وكتب الأطفال (200) عنوان، أما باقي اللجان الأخرى، السينما والمسرح، فالأعمال فيها لم تنطلق بشكل فعلي رغم تسلم المخرجين لعقود أعمالهم في شهر رمضان المنصرم، حيث أكد بعض المخرجين للشروق أنهم لم يتسلموا بعد الأغلفة المالية المخصصة للأعمال، مما يعني استحالة تسليم الأفلام في المدة المتفق عليها زمنيا. بينما تسعى اللجنة لشراء معرض الفاطميين تمكنت من شراء معرض ابن خلدون من اسبانيا ويتم تجهيز رواق ابن مهيدي ليكون معرضا للفنون الحديثة ليحتضن 12 معرضا فنيا يتم فيه تلخيص المشهد الفني الجزائري عبر 3 أجيال من عهد الاستعمار الفرنسي إلى الجيل الجديد مرورا بأجيال بداية الاستقلال والسبعينيات، إضافة إلى استضافة الجزائر لواحد وعشرين أسبوعا ثقافيا عربيا والعديد من الفنانين والكتاب العرب. أما على مستوى التجهيزات فتم تحديد شهر أفريل القادم كآخر أجل لاستلام باقي المرافق التي يتم إعادة ترميمها ومنها قاعة الأطلس التي كلف ترميمها أزيد من سبعة ملايير. وعلى ما يبدو، فإن حدث عاصمة الثقافة لن يمر دون إثارة الكثير من اللغط والجدل الذي بدأت بوادره تظهر في الأفق ومنها الصراع الأبدي بين الإخوة الأعداء »المعربين والمفرنسين« والذي خرج من الكواليس إلى العلن، حيث كتب وصرح أحد أعضاء اللجنة التحضيرية »العربي الزبيرى« أن هناك نية مبيتة من اللوبي الفرانكفوني لإفشال التظاهرة ولإثبات أن المعربين فاشلين في التسيير. وإن كانت الوزيرة قد بدت واثقة من نجاح التظاهرة في منتدى التلفزيون. من جهته والي العاصمة كان قد رفض الامتثال لأوامر رئيس الحكومة في إعادة تهيئة بعض المرافق في العاصمة ودخل الوالي في صراع غير معلن مع وزيرة الثقافة التي تكون قد أدركت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، لذا سارعت عبر فوروم التلفزيون إلى بعث نداء استغاثة لزملائها في الوزارات الأخرى عندما قالت إن التظاهرة »ليست مسؤولية وزارة الثقافة لوحدها لكنها تدخل في إطار التزامات الجزائر الدولية وتقتضي تجنيد كافة القطاعات«. وأضافت ذات المتحدثة أن »ميزانية التظاهرة تصل إلى عشرين ضعفا عن تلك التي خصصت لسنة الجزائر في فرنسا«، مما يعني حسب كلام الوزيرة أنه وفي حالة فشل الحدث لن تتحمل وحدها مسؤوليته، وبعبارة أدق "سيتفرق دم الحدث بين القبائل" ولكن في النهاية اللوم سيقع وككل مرة طبعا، على وزارة الثقافة، لأنها في واجهة الأحداث وبعد أن تكون الجزائر قد صرفت الملايير ليس بهدف تبييض صورتها لدى الأشقاء كما قالت الوزيرة ولكن تكون قد قضت على آخر بذرة احترام لنا بين الأشقاء وكرستنا بصفة نهائية في صف الفرانكفونيين. زهية. م : [email protected]