علمت "الشروق اليومي" أن مصالح الدرك الوطني، تحقق حاليا في ملفات تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية على المستوى الوطني لتطهير النشاط من المهربين. وإذا كانت قد إنتهت من التحقيق في عمليات مشبوهة جرت على مستوى ميناء وهران، إلا أن مصادر موثوقة على صلة بالملف، أكدت ل"الشروق اليومي" أن التحقيق عرف تقدما على مستوى العاصمة، ولا يستبعد أن تكشف هذه القضية عن تورط رؤوس كبيرة ونافذة تكون وراء تهريب النحاس الجزائري إلى الخارج، خاصة فرنسا وتركيا وإيطاليا، ويركز المحققون عملهم على الولايات التي تشهد تفاقم الظاهرة لتفكيك شبكات تهريب النحاس والجهات التي تقف وراءها. واتخذت قيادة الدرك الوطني سلسلة من التدابير لمواجهة مافيا النحاس "دون هوادة وستضرب بقوة في هذه الجريمة الإقتصادية"، حيث سيتم تفعيل نشاط سرايا أمن الطرقات على مسارات الحاويات، وقال العقيد أيوب عبد الرحمن، رئيس خلية الإتصال بقيادة الدرك الوطني في تصريح ل"الشروق" أن الطرقات تشكل اليوم مجال تحركات المهربين النشطين في جميع المجالات: مخدرات، مواد غذائية وألبسة ونفايات حديدية، وأضاف أن قيادة الدرك سطرت إستيراتيجية في إطار مكافحة التهريب بأشكاله من خلال تكثيف الحواجز الأمنية على الطرقات التي تعرف نشاطا مكثفا للتهريب وتكثيف حملات المراقبة، خاصة في الفترات الليلية بعد تثبيث عدة حواجز أمنية إضافة إلى الدوريات المتنقلة، وكانت مصالح الدرك بالجهة الغربية للوطن قد شددت الرقابة على الطرقات خلال الصائفة الماضية ليتحول المهربون إلى القطارات مما دفعها للقيام بمداهمات في القطارات وتوقيف العديد من المهربين والمهاجرين غير الشرعيين. وقال العقيد أيوب إنه يتم التركيز حاليا على التنسيق بين مختلف أجهزة الأمن والهيئات المعنية أبرزها مصالح الضرائب والجمارك، خاصة في مجال مكافحة تهريب النحاس الذي يعد جريمة أخذت أبعادا خطيرة في السنوات الثلاث الأخيرة، ويتم تهريبه على مستوى الموانئ بإستعمال فواتير مزورة، وتوصلت التحقيقات الأولية إلى تورط هؤلاء المهربين في التهرب الضريبي. وسبق للواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني أن شدد على ضرورة التعاون مع مختلف الهيئات في إطار مكافحة الإجرام بأشكاله، ومن المقرر تنظيم عمليات مشتركة مع الضرائب والجمارك قبل نهاية العام تندرج في هذا الإطار بعد سلسلة من الحملات الأمنية المشتركة مع الشرطة في عدة ولايات حققت نتائج إيجابية، خاصة فيما يتعلق بالأشخاص محل بحث من طرف الأمن والعدالة. وأكد مسؤول الدرك أن مصالحه "عازمة على تنظيم تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية من المهربين الذين يلحقون أضرارا بالإقتصاد الوطني"، وسبق لقيادة الدرك كما أشارت إليه "الشروق" في وقت سابق، أن قدمت إقتراحا لتجميد هذا النوع من التصدير مؤقتا، لكن فتح هذا الملف بصفة رسمية بعد تكتم وتردد يؤكد بداية سقوط مافيا النحاس التي يبدو أنها لم تعد تتمتع بالحصانة بعد أن أعلن الدرك الحرب على مافيا المخدرات والعقار وغيرهم، وأن تعليمات رئيس الجمهورية بمكافحة الفساد قد بدأت تتجسد... نائلة.ب