تباحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، مع الرئيس الأمريكي جورج بوش في العاصمة الأردنية عمان في لقاء قد يحسم فرص المالكي في البقاء على قمة تحالف يضم فصائل متناحرة، كما قد يحدد فرص بوش في انتشال 140 ألف جندي أمريكي من العراق دون أن يترك البلاد تقع فريسة لحالة عارمة من الفوضى.. وبهذا اللقاء يتحدى المالكي حليفا رئيسيا هو الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي طلب من رئيس وزراء العراق عدم لقاء الرئيس الأمريكي بعد التفجيرات التي وقعت الأسبوع الماضي، في حي مدينة الصدر وقتلت 202.. وقال بيان رسمي إن وفدا يضم وزير الخارجية هوشيار زيباري ومستشار الأمن الوطني موفق الربيعي وأعضاء من مجلس النواب يرافق المالكي في زيارته الى الأردن والتي تدوم يومين.. وذكرت مصادر أن أجندة لقاء بوش - المالكي تتضمن ملفات عدة في مقدمتها "تعهد الثاني بحل الميلشيات المسلحة ووضع جدول زمني لذلك، فضلاً عن "بحث الوسائل الكفيلة بنقل قسم كبير من المسؤوليات الأمنية من القوات متعددة الجنسيات إلى قوات الأمن العراقية أيضاً بحث دور بعض دول الجوار في دعم الملف الأمني.. وأوضح مسؤولون أمريكيون في بغداد أن المالكي هو أفضل خيار أمامهم، رغم تنامي خيبة الأمل في فشله في الوفاء بما وعد به بحل الجماعات المسلحة، خاصة الميليشيات الموالية لحلفائه الشيعة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز في عدد الثلاثاء أن مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي ستيفن هادلي أبلغ بوش ومسؤولين كبارا آخرين في الإدارة الأمريكية في مذكرة سرية في الثامن من نوفمبر، كتبها بعد أن التقى المالكي في بغداد قبل شهر أن الولاياتالمتحدة ربما عليها اتخاذ خطوات لتقويته سياسيا. وذكرت الصحيفة أن الوثيقة المؤلفة من خمس صفحات اعتمدت جزئيا على اجتماع بين هادلي والمالكي عقد في العراق في 30 أكتوبر وتابع هادلي في نص من المذكرة نشرته الصحيفة "أثار إعجابي كقائد يريد أن يكون قويا، لكنه يواجه صعوبة في معرفة كيف يفعل ذلك. وأبلغ هادلي الإدارة الأمريكية بأن المالكي يحتاج الى مساعدة سياسية وربما الى تعديل في حكومة الوحدة الوطنية التي يرأسها. ووعد المالكي بإجراء تعديل في حكومته، لكن وعدا مماثلا في أوت لم يتمخض عن شيء. ومازال المالكي يلعب دورا في الحفاظ على توازن حساس بين حلفائه الشيعة الذين يشكون من إخفاقه في القضاء على القاعدة والمقاتلين السنة وبين الأقلية السنية التي تتهمه بتجاهلها وإطلاق يد الميليشيا الشيعية التي تدعمها إيران. ويحتاج المالكي الى مساعدة بوش لتولي مزيد من السيطرة على قوات الأمن العراقية وأيضا لمساحة ليثبت للعراقيين أنه ليس عميلا لأمريكا. القسم الدولي نظمت أحزاب أردنية أمس، اعتصاما أمام مجلس الأمة احتجاجا على زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للأردن. وحمل المعتصمون لافتات وشعارات تندد بالسياسة الأمريكية في المنطقة وانحيازها المطلق لإسرائيل واعتبروا أن هذه السياسات المنحازة هي سبب العنف. وأكد المشاركون في الاعتصام أنهم "مع الشعب الأمريكي وليسوا مع السياسات الأمريكية" التي "باتت تقود المنطقة إلى الدمار والعنف". وقال السيد محمد الشهوان رئيس لجنة التنسيق العليا للأحزاب الوسطية الأردنية إن الأحزاب الوطنية الأردنية تؤكد على ضرورة حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية وتطالب أيضا بالانسحاب الأمريكي من العراق وتمكين الشعب العراقي من بناء دولته وإنهاء العنف والدمار الذي يتعرض له الشعب العراقي. للتذكير، فقد وصل الرئيس بوش أمس، إلى عمان في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واج