نشّط الدكتور القطري خليفة الكواري ندوة بمركز البحوث في الإعلام الوثائقي (الكريدش) بوهران، حيث قدّم مشروعه المتمثّل في إنشاء »المدرسة العربية للبحوث والدراسات«، وهو طرح أكاديمي يحاول من خلاله الدكتور رفقة المنتسبين إليه تلبية الحاجات العربية الراهنة لمعرفة الذات ومعرفة الآخر وتنمية وجهات نظر عربية في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية والعلوم البيئية ذات العلاقة بهما. الندوة هاته غاب عنها جل المدعوين عدا بعض الحضور الذي عُد على أصابع اليد، وقد أرجع مدير (الكريدش) سبب هذا الغياب الذي أثّر على سير الندوة وأخّرها لأزيد من ساعة، أرجعه إلى التوقيت غير المناسب وكذا التأخر في تسليم الدعوات إلى آخر لحظة، أما عن الموضوع فكان »الأكاديميون والتغيير في المجتمع العربي المعاصر« وكانت مفاجأة الحضور (القليل) هو استضافة الدكتور علي خليفة أحد أبرز المفكرين العرب، حاصل على دكتوراه من جامعة درهم الإنجليزية سنة 1974 في العلوم الاجتماعية، وزميل باحث بجامعة هار فارد من 1979 إلى 1981 مؤسسة وأول منسق عام لمنتدى التنيمة بدول الخليج منذ 1979 وكذلك مدير مشروع دراسات الديمقراطية في البلدان العربية بجامعة أكسفورد منذ 1991، بالإضافة لعدة أنشطة أخرى وكتب ومنشورات كثيرة. وجاءت زيارة الدكتور في إطار الترويج لمشروعه الفتي المسمى »المدرسة العربية للبحوث والدراسات وغايتها«، أولا تكوين جماعة علمية بهدف تفعيل جهود الأكاديميين العرب إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن العرب يملكون علما على المستوى الفردي لكن عدم تفاعلهم وتعاونهم يشل عملهم ولا يسمح بالمرور إلى درجة العالمية، فهم -المفكرون العرب- كالنجوم تتلألأ ولا تضيء، ثانيا القيام بالبحوث والدراسات المرتبطة الأدراج مثلما يحدث في كل الهيئات العربية الناشطة اليوم، ثالثا تطوير برنامج للدراسات العليا بالتعاون مع الجامعات الأخرى. أما من حيث المنهج الذي تتبناه المدرسة، فأكد الدكتور الكواري أنها تعتمد على المنهج العقلي أي إعمال العقل، وتوجهها نقدي إيجابي، ومستقبلي من حيث الاستفادة من الماضي ثم تنموي لما للتنمية من أثر في حياة المجتمعات. وعاد المتحدث للتذكير بدور الجامعة في تكوين القيادة الفكرية للبلدان العربية ففي الوقت الذي تملك الدول الغربية عشرات مخابر الدراسة التي تهتم بالآخر، لا نجد في البلدان العربية ولا معهدا واحدا، مما يدفع لطرح التساؤل، هل تصنع جامعاتنا المعرفة؟ والجواب طبعا هو النفي، لأن البحث العلمي عندنا أصبح ثانويا بعد أن أثقل كاهل الجامعات بجموع الطلبة الباحثين ب »شهادة ورقية« مع زاد فكري وعلمي لا يرتقي إلى مستوى الإنتاج المعرفي، وتتّسم خطوات تنفيذ هذا المشروع بالتدرج في أربع مراحل وهي التحضير، الإعداد، التأسيس وأخيرا الإنطلاق، وسنة 2006 هي لاستكمال المرحلة الاستطلاعية حتى ترتب الأمور الإدارية والمالية، حيث ستعتمد المدرسة في تمويلها على الهبات والأوقاف، أرباح الإستشارات والتمويل الخيري المباشر. وقد استطاع الدكتور إلى اليوم ومنذ ديسمبر 2005 جمع ما يقرب من 350 أكاديمي عربي من كل الدول العربية وبعض الدول الغربية وما زال في جولاته الماراطونية حتى يرى مشروعه العربي النور. محمد الأمين بوحارة