أفضى اجتماع وزير الشباب والرياضة يحيى ڤيدوم برئيس الإتحادية الدولية لألعاب القوى السنغالي لمين دياك، الذي استمر عدّة ساعات بمبنى أول ماي أمس الأول، إلى طلب الوزير مهلة للتفكير بشأن المقترحات التي حملها دياك لرفع عقوبة الإقصاء التي أقرّها مجلس الإتحاد الدولي لألعاب القوى في 13 نوفمبر الماضي بحق الجزائر، وذلك بحرمان رياضييها في ألعاب القوى من المشاركة في مختلف المنافسات الرسمية والتجمعات التي تدخل تحت راية الإتحادية الدولية. وبحسب مصادر مطلعة في وزارة الشباب والرياضة، فإن رئيس الإتحاد الدولي لألعاب القوى طلب من الوزير يحيى ڤيدوم ضرورة رفع عقوبة الإقصاء على أعضاء المكتب الفدرالي السابق ورئيسه شاوش طيارة، التي اتخذتها في حقهم الوصاية مطلع الصيف الماضي. بالإضافة إلى إعادة إجراء جمعية عامة انتخابية للإتحادية الجزائرية لألعاب القوى لانتخاب رئيس ومكتب فدرالي جديدين بمعنى حل المكتب الفدرالي الحالي الذي انتخب شهر نوفمبر الماضي والذي يرأسه عمار بوراس. ذات المصادر أوضحت أن ڤيدوم، رفض رفضا قاطعا، رفع عقوبة الإقصاء مدى الحياة على شاوش طيارة، لكنه أبدى موقفا لينا بخصوص بقية المطالب، ملتمسا فترة للتشاور، قبل الرد النهائي على جميع المطالب الأخرى، وهو رد ضمني على قبول الشروط. في انتظار الضوء الأخضر من السلطات العليا، لأن مصلحة ألعاب القوى الجزائرية فوق كل اعتبار آخر. وقد أطلع ڤيدوم ضيفه لمين دياك، على عدد من الخروقات التي قام بها شاوش طيارة، أثناء تسييره للإتحادية الجزائرية لألعاب القوى والتي على أساسها اتخذ قرار إقصائه على غرار قضية 140 ألف دولار التي تلقتها من الإتحادية الدولية ولم يعثر على وثائق تبيّن طريقة صرفها بالإضافة إلى 50 ألف دولار التي تسلمها من ذات الهيئة دون توثيق، حيث أراد أن يقول الوزير لرئيس الإتحادية الدولية لألعاب القوى أن الشخص الذي استجبتم لشكواه وأقررتم لأجله قرار الإقصاء بحق ألعاب القوى الجزائرية، لم يكن مظلوما من طرف السلطات الوصية لبلده وإنما جنى على نفسه. يذكر أن مجىء لمين دياك إلى الجزائر كان بفضل وساطة قام بها رئيس الكونفدرالية الإفريقية لألعاب القوى النيجيري أدامو، الذي اتصل بالسفير الجزائري بالكاميرون، كون مقر هذه الهيئة المذكورة بالعاصمة ياوندي لترتيب هذه الزيارة والإلتقاء بالوزير. وعليه فإن السنغالي لمين دياك لم يكن ليأتي للجزائر، لولا الدوافع الإنتخابية، حيث اقتنع أخيرا أن قرار اقصاء الجزائر لم يكن لصالحه تماما، على اعتبار المساندة الكبيرة التي وجدتها الجزائر من لدن كبرى الدول الإفريقية على غرار جنوب افريقيا ونيجيريا واللذين كانا لهما دور فاعل في جر بقية الدول الإفريقية للوقوف ضد قرار اقصاء الجزائر، لاسيما وأن هناك عاملا آخر ساعد كثيرا على هذا الإلتفاف الإفريقي حول الجزائر، كونها أن الوزير يحيى ڤيدوم هو من يرأس المجلس الأعلى للرياضة بإفريقيا، ويمكن القول أن احساس دياك بتضييع صوت الجزائر ومن ورائها العديد من الأصوات الإفريقية سيجعله يعمل المستحيل لرفع هذه العقوبة، لأنه يسعى للبقاء على رأس الاتحادية الدولية لألعاب القوى لعهدة أخرى، خاصة وأن موعد الجمعية العامة الانتخابية مقرر الصائفة القادمة باليابان على هامش بطولة كأس العالم، وهذا في وقت يجد منافسة كبيرة من الإيطاليين الذين يعملون جاهدين للعودة إلى رئاسة الإتحاد الدولي، الذي انتزعه منهم لمين دياك بعد موت نيبيولو الذي قاد الإتحاد الدولي لما يقارب 20 سنة، من جهة أخرى فشل لمين دياك في التقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مثلما كان يأمل ذلك. حسين. ق