كشف السيد عبد المالك سلال وزير الموارد المائية، عن البرنامج الجديد الخاص بتوزيع المياه الشروب الذي إعتمدته دائرته مؤخرا، ودخل حيز التطبيق منذ حوالي 10 أيام، يقضي بتخفيض ساعات التموين من 15 ساعة إلى حوالي 10 و12 ساعة يوميا، حيث تم تخفيض التموين من سد قدارة ببومرداس إلى 50ألف متر مكعب في اليوم و 50 ألف متر مكعب يوميا بالنسبة لوهران، وتشمل هذه التدابير أيضا السكان الذين كان يتم تموينهم بالمياه الشروب 24 ساعة على 24 ساعة ويمثلون حوالي 20 بالمائة من السكان، كما تم وقف السقي بصفة مؤقتة على خلفية أننا في آخر الموسم الفلاحي. وإضافة إلى ذلك، قال الوزير أنه تم وضع برنامج إضافي إستعجالي لحفر الآبار وقد إنطلقت العملية على مستوى ولايات الغرب والشلف. وتندرج هذه الإجراءات في إطار مواجهة نقص الأمطار، حيث إعترف الوزير في لقاء ب"الشروق اليومي" بمقر مكتبه بالوزارة أمس، بوجود نقص في الأمطار التي كانت تتساقط عادة خلال الفترة الممتدة بين أكتوبر وديسمبر مما أثر على إمتلاء 57 سدا موجودا في الجزائر، وكشف سلال في هذا السياق عن 12 سدا في طريق الإنجاز ليصل العدد الإجمالي للسدود إلى 69 سدا خلال سنتي 2008 و2009، لكن وزير الموارد المائية يشير إلى أن هذه التدابير "وقائية" في ظل شح السماء، مستندا إلى حجم مخزون السدود الذي يقدر بأكثر من 2.3 مليار متر مكعب، مايعادل 44.88 بالمائة مقابل 30.50 بالمائة العام الماضي، ولاحظ الوزير تباينا في نسب مخزون السدود، حيث عرف سد بشار إمتلاء كليا مما لايطرح المشكل في الجنوب الغربي، عكس الجهة الغربية للوطن التي لا تتجاوز نسبة المخزون بها 15.40 بالمائة مقابل 12.50 بالمائة بولاية الشلف مما يضطر الوزارة لإستغلال إحتياطي السدود. وإضافة إلى التدابير الأخرى، قال الوزير إنه سيتم إستغلال المياه الجوفية "لاحظنا إنخفاضا بحوالي 4 إلى 5 أمتار في مناطق المتيجة والشرق و15 مترا في معسكر، وفي حال إستمرار الوضع، قال الوزير إنه سيتم اللجوء إلى تخفيض تموين المواطنين إبتداء من شهر فيفري، وإن كنا نتوقع سقوطا للأمطار في الأيام القادمة". وبالنسبة لمحطات تحلية مياه البحر، كشف سلال عن تشغيل محطة "الحامة" إبتداء من سبتمبر 2007، وسيتم بموجب هذا المشروع تموين سكان العاصمة ب200 ألف متر مكعب بالمياه، خاصة بعد حل المشكل على مستوى الغرب منذ إنطلاق محطة أرزيو وتم نقل وحدات التحلية ذات الحجم الصغير الذي تتراوح طاقتها بين 2500 و 5000 متر مكعب في الغرب إلى بوزجار، شط الواد بعين تموشنت ووحدة سكيكدة إلى تنس بالشلف التي ستكون جاهزة في فصل الصيف لرفع الضغط عن محطة سيدي يعقوب. وشدد وزير الموارد المائية في لقائه ب" الشروق اليومي" على عدم رفع أسعار الماء "لن نمس سعر المياه ولا نملك نية في ذلك، لكننا سنتبنى سياسة إقتصاد الماء وإنطلقنا في حملة توعية وتحسيس وسط المواطنين لترشيد الإستهلاك ومكافحة التسربات خاصة". وسألت "الشروق" السيد سلال حول توحل السدود الذي يعد عائقا أمام إستغلال مياهها وتعرف إرتفاعا تدريجيا، ليرجع المشكل إلى عدم تسويته في أوانه "لازلنا متأخرين في غرس الأشجار في أحواض السدود، لكن العملية إنطلقت على مستوى 5 سدود لتنقيتها ولاتزال متواصلة". وكشف الوزير، على صعيد آخر، أنه تم الإنطلاق منذ 3 أشهر في فرض ضريبة 25 دج على المتر المكعب الواحد على الأشخاص الذين قاموا بالحفر العشوائي للآبار لأغراض غير فلاحية لإستعمال مياهها في الحمامات ومحطات البنزين، كما ورد في قانون المالية التكميلي ويندرج ذلك في إطار إسترجاع الدولة لمواردها والحفاظ عليها، وقال إنه يجب تجنيد جميع الأطراف والهيئات لمكافحة هذه الظاهرة التي تتطلب حسبه "حملة مستمرة". نائلة.ب: [email protected]