ما نسرده عليكم اليوم ليس خيالا بل واقعا أغرب وأخطر من الخيال بطلها شاب متعود على الإجرام نسج سيناريو ونفذه بدقة ليتخلص من أعز أصدقائه بعد أن استولى على أمواله وأقنعه بأنه سيفعل المستحيل ليجلب له تأشيرة الخروج إلى فرنسا فقتله بمساعدة قريبه ثم رمى جثته في منزل عمه بمقلع وفر إلى عين تيموشنت. أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو خلال جلساتها الجنائية العادية المنعقدة الأسبوع الفارط حكما بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا في حق المتهم (إ. شريف) و10 سنوات سجنا نافذا في حق شريكه في الجريمة (إ. محمود) فيما برأت هيئة المحكمة المسمى (إ. محند السعيد) المدانون والمتابعون بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار وهي الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بإحكام المواد 254، 255، 261 من قانون العقوبات. تفاصيل هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشاب (ح.كريم) حدثت، حسب ما ورد في قرار الإحالة الذي أصدرته غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء تيزي وزو، يوم 9 جانفي 2005 حيث تقدم في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا المسمى (إ. محند السعيد) أمام فرقة الدرك الوطني بإيلولة وأخبرهم عن شخص مصاب بعيار ناري ملقى أمام رواق منزله الكائن بقرية (إغلن تاتويت) ببلدية صوامع (مقلع)، موضحا لرجال الدرك بأنه في نفس اليوم على الساعة الرابعة والنصف صباحا كان في منزله الذي هو في طور البناء وسمع دوي طلقات نارية فخرج مسرعا من غرفته وفوجئ بوجود شخص ملقى على الأرض أمام رواق منزله ثم رأى شخصين أحدهما يحمل مسدسا آليا فاندفع إليه بعدما حاول قتله وأمسك بيده التي تحمل السلاح وصوبها نحو الأرض وقد خرجت عيارات في اتجاه السماء، أما الشخص الثاني فدفعه ليسقط على الأرض لتسنى لهما الفرار وكانت السيارة متوقفة على بعد كيلومتر واحد لم يتمكن من تحديد نوعها أو قراءة لوحة ترقيمها بسبب الظلام. المتهم الرئيسي في هذه القضية يدعى (إ. شريف) من مواليد 1978 بتيزي وزو مسبوق قضائيا (لديه 7 أحكام قضائية) أنكر خلال جميع مراحل التحقيق وأمام هيئة المحكمة التهمة المنسوبة إليه بل تمسك بتصريح واحد منذ بداية التحقيق الابتدائي. أما المتهم الثاني وهو ابن عم المتهم الأول فأنكر هو الآخر التهمة المنسوبة إليه، أما المتهم (إ. محند السعيد) فأكد مام هيئة المحكمة أنه في يوم 9 جانفي 2005 سمع طلقات الرصاص ولما خرج من غرفته وجد جثة شخص برواق منزله وشاهد شخصا ملثما يطلق الرصاص، مؤكدا أنه لم يفهم ما حدث وأثناء هروب الملثمين والذين أسقطوه أرضا توجه ليخبر رجال الدرك منكرا من جهة أخرى أنه يجلب تأشيرات الخروج إلى فرنسا. أما الشاهد (د. مراد) فصرح أن الضحية كان يملك سيارة نفعية لنقل المسافرين ووقع له حادث مرور فباعها بمبلغ 25 مليون سنتيم واتفق على استلام المبلغ بشاطئ أزفون مع صديقه المتهم (ا. شريف) وأكد الشاهد أن الضحية لم يخبره عن مشروع السفر إلى فرنسا بل كان ينوي الزواج وهذا يعني أنه لم يطلب من المتهم (ا. شريف) أن يجلب له تأشيرة الخروج وأن كل ذلك كان سيناريو مفبركا ليلصق تهمة القتل لعمه (ا. محند السعيد) باستعمال سلاح ناري والذي لم يكن في الحقيقة سوى سلاح بلاستيكي. ممثل الحق العام أكد خلال مرافعته أن المتهمين الأول والثاني تناقضا في تصريحاتهما وهذا للهروب من المسؤولية الجزائية، مضيفا أن الطبيب الشرعي قد فنّد روايتهما لما أكد أن الضحية تلقى 3 طعنات في صدره وفخذه بواسطة آلة حادة الأمر الذي يدحض تصريحاتهما التي مفادها أن الضحية قتل بواسطة طلقات نارية انطلقت من المسدس الذي كان يحمله (ا. محند السعيد)، في حين لم يتم العثور على أي ظرف للرصاص بمكان الجريمة، وقد طلب من هيئة المحكمة تسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي. بعد المداولة أصدرت المحكمة حكما ب15 سنوات سجنا نافذا في حق المتهم (ا. شريف) و10 سنوات سجنا نافذا في حق (أ. محمود) فيما استفاد المتهم الثالث من البراءة. صونيا قرص