تفاقمت ظاهرة التهريب بين سكان الضفتين الجزائرية والتونسية مؤخرا، وأخذت صيغة المقايضة حيزا كبيرا في المعاملات ما بين الطرفين من خلال تبادل الماشية الجزائرية، والمتمثلة في قطعان الماشية بأنواعها مقابل ما توفره الضفة المقابلة من ذخيرة سلاح الصيد "الخراطيش، كبسولاته والبارود الأبيض والأسود ومعدات هذه الذخيرة". إلى جانب صوف الغنم في مقابل تراجع التهريب التقليدي المتعلقة بالمواد الغذائية إلى أدنى مستوياته، خصوصا وأن مصالح الحرس الحدودي والدرك الوطني بولاية الطارف قد أجهضت منذ بداية هذه السنة 6 عمليات على شبكة الطرق والمناطق المتاخمة للشريط الحدودي خاصة على جهة إقليم دائرة "بوحجار"، أين حجزت أكثر من 6 آلاف خرطوشة وكميات معتبرة من الكبسولات والبارود الأبيض والأسود ومعدات أخرى لذات الذخيرة وأحالت 9 أشخاص على العدالة، ومصادرة السيارات المستعملة، وكانت آخر هذه العمليات حجز 1000 خرطوشة وسيارتين وتوقيف ثلاثة مهربين، كما أجهضت ذات المصالح عمليات أخرى لتهريب قطان الغنم والماعز والبقر باتجاه الضفة التونسية، من دون أن تتمكن ذات المصالح من توقيف الفاعلين بسبب فرارهم داخل الغابات أو تنفيذهم عملياتهم عن بعد. وتشير إحصائيات متداولة بولاية الطارف إلى سرقة وتحويل أكثر من 70 رأسا من الماشية أسبوعيا من طرف مجهولين إلى ما وراء الحدود، ويتم تسجيل هذه السرقات ضد مجهول بالرغم من تأكيد موالي ومربي المناطق المتضررة من هذه السرقات معرفتهم التامة بالفاعلين، ومحترفي السرقة بالجهة إلا أنهم يتافدون التبليغ عنهم خوفا من بطشهم وانتقامهم، وهو الأمر الذي دفع بالكثيرين منهم إلى المطالبة باسترجاع أسلحتهم التي سحبت منهم بداية التسعينات بسبب الأزمة الأمنية وقتها، للتمكن من مواجهة خطر المهربين وحماية مواشيهم خصوصا وأن معظمهم فضل التخلي عن هذه المهنة تجنبا للمضايقات والخسائر التي يتكبدونها منذ سنوات عديدة.