قرر والي سكيكدة السيد "محمد بودربالي" الذي عين على رأس الجهاز التنفيذي لولاية سكيكدة، منذ قرابة الشهرين القيام بزيارة ثانية لبلدية "تمالوس" التي تبعد عن مقر الولاية ب 44 كيلومترا، بعد أقل من شهر من الزيارة الأولى التي قادته إلى هذه البلدية. وذلك في إطار جولة المعاينة والاطلاع التي شملت بلديات الولاية ال 38، حيث اطلع خلالها على واقع التنمية بمختلف بلديات الولاية، وحسب مصدر مطلع بولاية سكيكدة، فإن السيد "محمد بودربالي" قد أبدى تذمرا كبيرا لما وقف عليه من إهمال وهدر للمال العام ببلدية "تمالوس"، كون أن هذه الأخيرة استفادت في السنوات الأخيرة من أغلفة مالية ضخمة موجهة للتحسين الحضري، إلا أن الوالي لم يجد ذلك مجسدا في أرض الواقع ببلدية "تمالوس"، التي ظل سكانها لسنوات طويلة يعانون من السباحة في الأوحال شتاء واستنشاق الغبار صيفا، بعد أن أصبحت كل شوارعها ترابية، تفتقر لأبسط مواصفات شوارع المدن، فلا تعبيد ولا أرصفة ولا إنارة عمومية، ولعل ما زاد من غيظ والي سكيكدة وهو يجوب شوارع المدينة في سيارته بعد أن استحال عليه القيام بجولته راجلا بسبب الأوحال التي غطت جزءا كبيرا من إطارات عجلات سيارته، بعد أن بلغ سمكها عشرات السنتيمترات خاصة في ما يتعلق بوسط المدينة وخاصة على مستوى الشارع الرئيسي الذي يربط مقر مكتب البريد بما يعرف محليا ب"رأس السوق" أين توجد سوق الخضر والفواكه ومقري الضمان الاجتماعي ومؤسسة سونلغاز، إلى جانب ما يعرف بمحلات رئيس الجمهورية. وهو شارع شبه مغلق طيلة فصل الشتاء بسبب الأوحال، وقد علمنا بأن السيد الوالي وبمجرد انتهاء الزيارة طالب المصالح المختصة بضرورة إعداد تقرير مفصل عن المشاريع التي استفادت منها البلدية خلال السنوات الأخيرة، وحسب مصادرنا فإن السيد "بودربالي" قد اندهش لما أنفق في هذه البلدية من أموال دون أن يعود ذلك على سكان "تمالوس" بأي فائدة، حيث ذهبت معظم الأموال في باطن الأرض في عمليات الحفر وإعادة الحفر من جديد، وهو ما جعل الوالي يقرر العودة على جناح السرعة إلى بلدية "تمالوس" للوقوف الميداني على كل المشاريع المنجزة بهذه البلدية، التي تعد رابع أكبر بلدية على مستوى الولاية بمجموع سكاني يفوق ال 50 ألف نسمة، ويعلق سكان "تمالوس" آمالا كبيرة على زيارة الوالي القادمة، للرفع من الغبن الذي يعيشونه منذ سنوات طويلة، خاصة وأنهم التمسوا الجدية في العمل لدى كل من الوالي ورئيس الدائرة الجديد الذي رفض القيام بعمليات التجميل، وصرف نظر الوالي عن النقاط السوداء ب"تمالوس" كما كان يفعل السابقين.