حذّرت السلطات الفرنسية رعاياها من خطورة السفر إلى بلدان منطقة الساحل الإفريقي في أعقاب اختطاف اثنين من مواطنيها وإعدامهما بالنيجر، وقالت وزارتها للخارجية إن الوضع هناك لم يعد آمنا، كما طالبت من جميع الفرنسيين المقيمين في كل من مالي والنيجر وكذا موريتانيا بضرورة توخي الحذر واليقظة بسبب تنامي احتمالات استهدافهم. أعلنت السلطات الفرنسية العثور على اثنين من رعاياها مقتولين في النيجر، يرجح أن يكون خاطفوهما قد أعدموهما، وذلك في أعقاب انضمام القوات الفرنسية الخاصة إلى محاولة فاشلة لإنقاذهما يوم السبت، وقد اختطف الرجلان من حانة بالعاصمة «نيامي» ليصل عدد المواطنين الفرنسيين المخطوفين في هذه الدولة الإفريقية منذ شهر أفريل من العام المنقضي إلى ثمانية، وهي أوّل عملية اختطاف تتم بعيدا عن الصحراء حيث يتركز عناصر «القاعدة» وتجار الأسلحة والمخدرات والمهرّبون. واستنادا إلى العقيد «تياري بوركهارد»، المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية، بخصوص هذه الحادثة فإن «كل شيء يدل على أن الفرنسيين اللذين خطفا الجمعة وقتلا في اليوم التالي أعدما من قبل الخاطفين على ما يبدو»، مؤكدا أن القوات النيجرية بدأت بمطاردة الخاطفين مع الرهينتين بمساندة طائرة مراقبة فرنسية من طراز «آتلانتيك 2» فور إعلان نبأ الخطف. وأفاد «بوركهارد» في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية أن الطائرة تمكنت من تحديد مكان الخاطفين مجددا وتبع ذلك اشتباك جديد شاركت فيه القوات الفرنسية على الأرض، مثلما أشار إلى أن عسكريين فرنسيين جرحا وقتل ثلاثة من الخاطفين. وتُعتبر هذه العملية ثاني محاولة إنقاذ فاشلة تقوم بها قوات فرنسية لتحرير رهائن منذ شهر جويلية 2010 في إقليم الساحل الإفريقي، حيث تقول باريس إنها في حرب مع ما يسمى ب «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الفرع الإقليمي لتنظيم «القاعدة». وبعد تأكد إعدام الرعيتين سارع مكتب الرئيس «نيكولا ساركوزي» إلى إصدار بيان جاء فيه أن «رئيس الدولة يُدين هذا العمل الوحشي والجبان»، مضيفا أن «هذه الجريمة البشعة ستقوي التزامنا بقتال هذا الإرهاب الوحشي بدلا من أن تُضعف عزيمتنا». ولم تتبن أية جهة العملية، لكن المحلل الأمني «صوميولو بوبييه مايغا»، وهو وزير سابق للدفاع في مالي، قال إن عملية الخطف تحمل بصمات جماعات ذات صلة ب «القاعدة»، وصرّح لوكالة «رويترز» أن «هذا تصعيد..هي علامة على أنهم عازمون على مهاجمة دول ومصالح غربية لخلق منطقة من انعدام الأمن». وعلى نفس تحليل «مايغا» حول وجود بصمات «القاعدة» في العملية، فإن المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية شدّد على أنه «في هذه المرحلة كل شيء يجعلنا نعتقد أن الإرهابيين أعدموهما»، لافتا إلى أن القوات الخاصة التي أرسلت إلى المنطقة في سبتمبر بعد عملية خطف سابقة نسقت محاولة الإنقاذ مع قوات النيجر بعد تحديد مكان الخاطفين من إحدى طائرات المراقبة. ودفعت هذه التطوّرات السلطات الرسمية في فرنسا إلى تحذير رعاياها من التوجه إلى المنطقة، وأكدت أنه لم يعد من الممكن اعتبار منطقة الساحل الإفريقية آمنة بعد قتل اثنين من رعاياها في النيجر، كما طلبت من مواطنيها أمس بضرورة تجنب السفر إلى المنطقة، وقالت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني إنه «يجب على الرعايا الفرنسيين التزام أكبر قدر من اليقظة والحذر في ثلاث من دول الساحل هي موريتانيا ومالي والنيجر»، وأضاف البيان أيضا «يجب أن يكون المواطنون الفرنسيون يقظين وحذرين بدرجة بالغة في كل الأوقات»، مشيرا إلى أنه في ضوء التهديد الإرهابي الإقليمي «لم يعد من الممكن اعتبار أي منطقة آمنة».