شرع العاملون الأجانب في المجال الإنساني في مغادرة أراضي النيجر بسبب انعدام الأمن في منطقة الساحل ككل مثل عمال برنامج الأغذية العالمي حسب ما أكدته أمس مارادي وزيندر في وسط النيجر أمس. ويأتي هذا القرار في أعقاب التوصيات التي أقرتها وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية نصحت من خلالها رعاياها بتجنب السفر إلى المناطق المتضررة جراء التهديد الإرهابي، وهو الأمر الذي حذرت منه الولاياتالمتحدة، ودعت مواطنيها إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل السفر إلى موريتانيا، حيث دعت مواطنيها إلى توخي أقصى درجات الحذر عند السفر إلى موريتانيا بسبب زيادة نشاط الجماعات الإرهابية الذي يستهدف الأجانب. وقالت وزارة الخارجية في تحذير بخصوص السفر إن تنظيم قاعدة المغرب ''مستمر في إظهار نيته وقدرته على شن هجمات ضد الرعايا الأجانب بمن فيهم المواطنون الأمريكيون''. وذكرت أن الجماعات العقائدية التي تعمل في موريتانيا هي المستهدفة بشكل خاص. ونفذت موريتانيا وفرنسا الشهر الماضي عملية عسكرية ضد معسكر لقاعدة المغرب التي كانت تحتجز الرهينة الفرنسي ميشيل جرمانو في منطقة الساحل الصحراوية. وكانت حكومة النيجر قد أصدرت بيانا حذرت بشدة من عودة النشاطات الإرهابية على الحدود الجزائرية، إلى جانب الحدود النيجيرية المالية معقل التنظيمات الإرهابية التي اتخذت من منطقة الصحراء مركزا لها. وفي هذا الصدد أعلنت النيجر عن إنشاء لجنة تهدف إلى تحديد ''إستراتيجية واضحة مع اقتراح تحسينات على الإطار الحالي لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب''، حسب بيان صادر عن مجلس الوزراء بعد أن تم الاتفاق على هذا الأمر. يذكر أن أنباء قد ترددت عن أن السلطات الموريتانية طلبت من المسؤولين الأسبان الكف عن الخوض في تفاصيل عملية ملاحقة خاطفى الرهائن، باعتبار أن ذلك سيزيد من صعوبة مهمة إنقاذهم، في الوقت الذي تلقى فيه هذه العملية رفضا واسعا بين الأحزاب وهيئات المجتمع المدني لتأثيرها على قطاع السياحة بالبلاد. ورغم أن قوات حدود بلدان الساحل على غرار موريتانيا والجزائر اللتان استقرت قواتهما من جيش وشرطة على الحدود ووفرت دوريات كاملة من أجل الحفاظ على سلامة السياح الأجانب في المنطقة، إلا أن التحذيرات أتت أكلها وشرع العاملون الأجانب في مغادرة المنطقة. ورفع الجيش الموريتاني مستوى الجاهزية إلى الرتبة القصوى وبخاصة على مستوى المناطق العسكرية الشمالية على طول الحدود مع الجزائر والشرقية المحاذية للحدود مع مالي وعلى مستوى العاصمة نواكشوط التي توجد في موقع مفتوح والمحاطة بمناطق غير آهلة.ويشهد الساحل الإفريقي الصحراوي الذي يمتد لآلاف الكيلومترات اضطرابات أمنية في السنوات الأخيرة بعد أن بات مرتعا للعناصر الإرهابية والمهربين وتجار السلاح والمخدرات بسبب شساعته وقلة التغطية الأمنية، وقد أصبح يؤرق حتى الدول الكبرى وخاصة الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا باعتباره منطقة نفوذ تتميز بموارد النفط والغاز واليورانيوم.