صدر عن أكاديمية الشعر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب جديد للأستاذ الدكتور عبد الملك مرتاض بعنوان"نظرية البلاغة متابعة لجماليات الأسلبة العربية"وهو ثاني كتاب له يصدر في الآونة الأخيرة عن أكاديمية الشعر بعد كتاب""قضايا الشعريات". يتناول الكتاب الجديد البلاغة بصفتها بنية جمالية مركزية في الإبداع الأدبي الإنساني، ويجيب على الأسئلة التالية: ما هي البلاغة؟ أهي وصفية مجردة؟ أم هي جمالية فنية؟ ولما كلِفَ بها النقاد العرب منذ أبي عثمان الجاحظ ومن جاؤوا بعده؟ وهل انتهت في عصرنا هذا العناية بجمالية الأسلبة، والإيغال في الزخرفة الفنية واللغوية؟
تأتي قيمة هذا الكتاب من حيث أهمية معالجة هذا الموضوع الأدبي القديم الجديد، الذي أحاط به الكاتب بثقافته النقدية الموسوعية وتخريجاته واستنباطاته العلمية العميقة واستطراداته المُثرية لمخزون القارئ المعرفي. يتضح ذلك من فصول الكتاب الستة، والتي جاء الأول منها بعنوان: "مقدمة في نظرية البلاغة" متناولاً البلاغة بصفتها مفهوما، والعلاقة بينها وبين النحو، وغياب النظرية البلاغية المنهجية قبل السكاكيّ، والتأسيسات الكبرى للبلاغة. وجاء الفصل الثاني تحت عنوان: "أثر القرآن في تأسيس نظرية البلاغة"، وتطرق إلى أثر النحو القرآني في تأسيس البلاغة، وظهور المسألة الإعجازية قبل ظهور البلاغة، وارتباط نشأة البلاغة بالمسألة الإعجازية، والبلاغة الإعجازية والرمانّي، والبلاغة الإعجازية والخطّابي، وأخير البلاغة الإعجازية والباقلاني. وقد حرص مؤلف الكتاب على تبسيط تحليلاته العلمية حتى تصل بسهولة إلى الطالب الجامعي وعامة النقاد والمثقفين والشعراء. وهو ما يرشحه لنيل مساحة مقروئية واسعة لدى شريحة القراءة. يذكر أن الكاتب يصدر ضمن مجموعة الدراسات الأدبية التي أصدرتها أكاديمية الشعر خلال السنوات الماضية، إذ سبق لها أن أصدرت مجموعة من الدراسات الشعرية مثل القراءة التحليلية في الشعر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحضارة الشعر في بادية الإمارات، والطلاق والخلع شعراً، وبنت ابن ظاهر وغيرها من الإصدارات.