دفعت الأرقام المرعبة المسجلة في طرف الأخصائيين في مجال سرطان الثدي في بلادنا القائمين على الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسطيف إلى دق ناقوس الخطر، وإطلاق حملة ضخمة من أجل الكشف المبكر عن هذا الداء أملا في علاجه قبل فوات الأوان. كشف مدير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بسطيف ل"الأيام" عن حملة واسعة للكشف عن سرطان الثدي، والتي تستهدف على وجه التحديد النساء المنخرطات لدى الصندوق وأخريات على وجه العموم، وهذا من أجل تحسيس المرأة بضرورة إجراء الأشعة الخاصة بسرطان الثدي والتي تسمح باكتشاف هذا المرض مبكرا في حالة وجوده، ومن ثمة إمكانية التخلص منه بكل سهولة. وستمس الحملة النساء المؤمنات اجتماعيا والبالغات أعمارهن أزيد من 40 سنة، خاصة إذا علمنا أن هذا الداء في الجزائر يسجل في سن مبكرة، في حين تشير الدراسات في أمريكا وأوروبا أن النساء المهددات به يتراوح سنهن ما بين 50 و60 سنة، وهن نساء لم تسجل لديهن أعراض حمل ولسن مرضعات، وهو أمر مختلف تماما في الجزائر، حيث أن الأكثر عرضة هن الحوامل والمرضعات، ولأهمية عملية الكشف فإن ذهاب المرأة المبكر إلى الطبيب الذي يشخص لها المرض يقيها من الإصابة بمرض سرطان الثدي وعنق الرحم بنسبة 50 بالمائة. هذا وقد عمد صندوق الضمان الاجتماعي إلى إشراك مختلف الفعاليات في هذه الحملة لتوفير ظروف نجاحها، حيث تشترك الجمعيات النسوية وجمعيات مرضى السرطان بالإضافة إلى العاملات بقطاع التربية على مستوى الولاية في هذه الحملة، وقد تم الاعتماد على سياسة إعلامية خاصة بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء عن طريق الملصقات بالصيدليات ومختلف مؤسسات الصحة العمومية والخاصة وحتى بالأماكن العمومية، وتتكفل خلية الإصغاء المتواجدة بالصندوق بعمليات الشرح والتوجيه وترتيب مواعيد الأشعة على مستوى مركز التصوير الإشعاعي بجيجل، من أجل الاستفادة من خدماته مجانا لدى المؤمنات، ويتمنى القائمون على العملية أن تتكلل المجهودات بتوعية أكبر قدر ممكن من النساء من أجل الكشف المبكر عن المرض، وبالتالي محاصرته خاصة وأن مشكل الجزائريات هو عدم إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة في وقتها المناسب بسبب الخوف من المجهول، ولنا هنا أن نشير إلى اعتماد بعضهن على بعض الأدوية الطبيعية أو ما يسمى بخلطات الأعشاب التي سيطرت على عقول البعض والتي تجلب من داخل وخارج الوطن رغم أنها في نهاية المطاف لا تسمن ولا تغني إطلاقا.