طالب العديد من سكان مشتة «الركنية» التابعة إداريا لبلدية «أولاد فاضل» بولاية باتنة، من الجهات الوصية عليهم والمنتخبين المحليين بضرورة الالتفات لمعاناتهم، وذلك جراء البؤس والحرمان اللذان يطبعان يومياتهم، وقد أرجعوا ذلك إلى العديد من النقائص المسجلة بمشتتهم، علما أن وجودها على حد تعبيرهم يعد أكثر من ضرورة على اعتبار أنها تدخل ضمن متطلبات العيش السليم للمواطن. وقد ذهب العديد من هؤلاء السكان إلى التصريح ل"الأيام" بأنهم سئموا مرارة العيش في هذه المشتة وسيرها وفق هذا النحو، مؤكدين في الآن نفسه أن منطقتهم أضحت معزولة بعدما جعلها المسؤولون المحليون على هامش اهتماماتهم، يحدث هذا رغم الشكاوي والمطالب المتكررة للسكان والتي راحوا من خلالها يلحون على ضرورة إيجاد حلول تكفل لهم الخروج من معاناتهم هذه، غير أنهم وعلى حد تعبيرهم لا يتلقون غير وعود لم تعرف لحد الآن سبيلها إلى التجسيد الميداني، مشيرين إلى أنها تعرف التأكيد بصورة أكبر خلال مختلف الحملات الانتخابية، ومن جملة النقائص والمشاكل التي عددها هؤلاء افتقارهم إلى هيكل صحي يُغنيهم التنقل والبحث عن مركز صحي في المناطق المجاورة، وفي هذا الصدد صرح أحد المواطنين الذين التقيناهم بعين المكان أن معظم السكان يتنقلون للعلاج في ولاية خنشلة التي تبعد عنهم بأزيد من 30 كلم خاصة منهم النساء الحوامل اللواتي كثيرا ما تجدن أنفسن في رحلة بحث لوضع مواليدهن، فضلا عن هذا كله سجل هؤلاء نقصا كبيرا في النقل المدرسي، إذ أن العديد من التلاميذ يجدون أنفسهم مع مطلع كل صباح مجبرين على قطع مسافة تزيد عن 8 كيلومترات لالتحاق بمقاعد الدراسة المتواجدة بمقر البلدية. وفي سياق موازي، يطرح سكان هذه المشتة مشكل الغياب التام للنقل، وقد أرجع هؤلاء سبب ذلك إلى الاهتراء الكبير الذي يعرفه الطريق الرابط بين المشتة ومقر البلدية، وهو ما جعل الناقلين يعزفون عن الدخول إلى مشتتهم، بسبب هذا المشكل الذي يظهر بكثرة في الشتاء، أين تستفحل بصورة أكبر البرك والأوحال متسببة بالضرورة في عرقلة حركية المركبات عموما والحافلات على وجه الخصوص، لتبقى في الأخير هذه النقائص تصنع عنوانا لمظاهر الحرمان التي يعيش على وقعها سكان مشتة «الركنية» في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة بها.