أبدى الناشط والمدون المصري «وائل غنيم» حزنه عن الضحايا الذين سقطوا خلال انتفاضة الغضب التي اندلعت في الخامس والعشرين من جانفي الماضي ولا تزال مستمرة حتى الآن للمطالبة بإسقاط النظام الحاكم في مصر، ووجه «غنيم» الذي أفرجت عنه السلطات المصرية مساء الاثنين حديثه لكل أب وكل أم مصرية ممن فقدوا أبنائهم، قائلا إن ما حدث ليس خطأ المتظاهرين ولكنه خطأ كل شخص متمسك بالسلطة ولا يريد أن يتركها. وشدد «غنيم» الذي احتجزته السلطات المصرية منذ اليوم الأول للمظاهرات في 25 جانفي الماضي على أنه ليس بطلا، ولا يدعي ذلك، ولكن الأبطال حسب قوله هم الشباب المرابطين في ميدان التحرير، والذين قادوا المظاهرات، موضحا أنه لم يشارك بسبب اعتقاله، وأنه لم يكن يعلم أي شيء عما يدور في الشارع خلال فترة اعتقاله، بل أنه لا يعرف حتى إن كان هناك مظاهرات أم لا، ونفى «غنيم» أن يكون قد تعرض لسوء معاملة خلال فترة احتجازه، ولكن أبدى استيائه وغضب بسبب عدم قيام جهاز أمن الدولة الذي كان يحتجزه بإبلاغ أسرته عن مكان وجوده، أو حتى أنه كان معتقلا، وأكد «غنيم» على أن الشباب سيواصلون التظاهر حتى يحصلوا على حقوقهم، وكانت السلطات المصرية قد أفرجت عن غنيم، وقام الدكتور «حسام بدراوي» الأمين العام الجديد للحزب الوطني الديمقراطي باصطحابه لمنزله بسيارته الخاصة، وشارك «وائل غنيم» في مظاهرات الشباب السلمية منذ 25 جانفي الماضي، والتي غيّرت ملامح مصر السياسية والاجتماعية، ثم اختفى في ظروف غامضة مساء اليوم التالي بعد مشاركته في المظاهرات، معبراً عن رأيه سلمياً مثله مثل الكثير من الشباب المصري. وبعد عدة أيام من اختفائه أصدرت شركة غوغل بياناً أكدت فيه اختفاء موظفها مناشدة كل من يمتلك أية معلومات عنه الاتصال بها عبر رقم هاتف وبريد إلكتروني تم تخصيصهما لهذا الغرض، ووائل غنيم هو مؤسس صفحة «كلنا خالد سعيد» على الفيسبوك التي ألهمت الكثيرين، وكان أحد الداعين إلى ثورة 25 جانفي التي قادها الشباب، وانتشرت عشرات المجموعات والصفحات على شبكة الفيسبوك تعلن تضامنها مع وائل غنيم باسم «اسمي وائل غنيم»، «كلنا وائل غنيم»، فين أستاذنا «وائل غنيم»؟، «أين وائل غنيم» وغيرها، وكانت الرسالة الأخيرة ل«وائل غنيم» على حسابه الشخصي على تويتر تقول: "صلّوا من أجل مصر، إنني قلق للغاية، يبدو أن الحكومة تُعدّ لجريمة غداً ضد الشعب. جميعنا مستعدّون للموت"، وكان آخر يوم شوهد فيه وائل بحسب الرسائل المتبادلة على تويتر يوم السابع والعشرين من شهر جانفي. وائل غنيم هو مهندس مصري، وخبير تسويق مواقع إلكترونية عربية، مكّنه تفوقه في هذا المجال من الولوج إلى أعلى المناصب القيادية لدى عملاق التكنولوجيا ومحرك البحث شركة غوغل الأمريكية رغم حداثة سنه، ويشغل منصب مدير التسويق للشركة في الشرق الأوسط منذ نحو 3 سنوات، وهو من مواليد 1980 في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحصل على شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسبات من كلية الهندسة في القاهرة عام 2004، ونال شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بامتياز من الجامعة الأمريكية في القاهرة قبل 4 سنوات.