يعيش سكان بلدية «حمام السخنة» الواقعة جنوب ولاية سطيف، معاناة حقيقية من جراء جملة النقائص والمشاكل التي حالت دون العيش الكريم لهم، يحدث هذا على الرغم من الامتيازات النوعية التي تزخر بها البلدية المذكورة أعلاه لاسيما سياحيا وفلاحيا. غياب غاز المدينة جعل المعاناة مع قارورات البوتان متواصلة ومن أبرز الانشغالات المطروحة والتي تستدعي ضرورة التدخل من قبل الجهات الوصي لتحسين الإطار المعيشي لهؤلاء السكان، عدم تعميم الاستفادة بغاز المدينة عبر كافة التجمعات والمشاتي التابعة لها، وما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو أنه وبتاريخ ال25 ماي 2010 شملت عملية الربط بهذه الطاقة الحيوية أزيد من 1200 مسكن على مستوى «حمام السخنة» مركز، فيما لا تزال عديد العائلات التجمعات التابعة لها تقبع وسط الحرمان، علما أن توفره من شأنه أن يكفل لهؤلاء توديع سنوات المعاناة الطويلة مع رحلات البحث الدائمة عن قارورات غاز البوتان التي لا تعرف أسعارها الاستقرار، حيث أنه كثيرا ما يستغل عدد من التجار الانتهازيين الفرص للرفع في الأسعار، وكل ذلك من أجل تحقيق أكبر هامش من الربح، وهو ما يجعل أرباب العائلات يعيشون على أعصابهم بفعل عدم فلاحم في توزيع أجرهم الشهرية المحدودة لسد مختلف الاحتياجات الضرورية. مشروع مستشفى بسعة 60 سريرا لا يزال حبرا على ورق وفي الشأن الصحي، يسجل رئيس البلدية المذكورة انشغال المواطن المغلوب على أمره الذي كثيرا ما يصطدم بحيرته في شراء الدواء اللازم، وذلك بسبب عدم احترام الصيدليات العامة لنظام الدوام، كما طرح مشكل آخرا يخص تحديدا تأخر إعطاء الموافقة على مشروع إنجاز مستشفى بسعة 60 سريرا، حيث طرح استفساره حول أسباب التماطل المسجل في إعطاء الموافقة للانطلاق في الأشغال، لاسيما في ظل توفر عقار البناء اللازم لاحتضان المشروع. حافلات النقل المدرسي لا تستوعب كل المتمدرسين أما في الجانب التربوي فقد أثار ذات المتحدث مشكلة عدم مقدرة البلدية على التصرف مع الاستفادة التي حظي بها القطاع بالبلدية، والمتمثلة في إنجاز 3 حجرات مدرسية، علما أنه لا وجود لمجمع مدرسي يصلح لاحتضان تلك الحجرات، وهو ما حال دون تحقيق هذه الاستفادة منذ الموسم المنصرم، كما ناشد المديرية الوصية تدعيمهم أيضا بحافلتين للنقل المدرسي، ذلك أن 7 حافلات المتوفرة، 4 منها تابعة للخواص أضحت اليوم غير قادرة على استيعاب العدد المتزايد للمتمدرسين المتوزعين عبر مختلف دواوير البلدية، كما ناشد رئيس البلدية تزويدهم بمدرسة ومتوسطة و3 مطاعم مدرسية لتوفير كل الظروف الملائمة بهدف ضمان التحصيل الجيد للتلاميذ. مركز البريد في خبر كان منذ 2008 أما عن الكهرباء الريفية، فقد أكد بشأنها ذات المتحدث أن نسبة التغطية وصلت إلى 96 بالمائة على مستوى المشاتي والقرى، فيما وصلت إلى 100 بالمائة على مستوى مركز البلدية، فيما لا يزال 64 مسكنا متواجدا بالريف دون كهرباء، هذا كما لا تزال بلدية «حمام السخنة» بحاجة إلى محطة لتصفية المياه المستعملة، بالإضافة إلى وكالة بنكية ومركز بريد يغنيهم قطع مسافات طويلة من أجل سحب مرتباتهم والاستفادة من الخدمات الأخرى، ونشير في هذا الصدد أن البلدية كانت قد استفادت سنة 2008 من مركز بريد، غير أنه لم يعرف لحد اليوم طريقه نحو التجسيد الميداني. السكن الريفي أبرز الأنماط المطلوبة أما في شقه المتعلق بالسكن، فيبدو أن هذا المطلب سيبقى قائما في كل زمان ومكان، وفي هذا الصدد رفع جموع المواطنين بها انشغالهم هذا، حيث ناشدوا الجهة الوصية ببرمجة حصص سكنية إضافية على اختلاف أنماطه خاصة منها الترقوي والريفي، ذلك أن مصالح البلدية سجلت حاجتها بنحو 150 وحدة ترقوية، فيما تقدر حاجة البلدية للسكنات الريفية بحوالي 350 سكنا، وأفاد رئيس البلدية في هذا المقام أنهم لا يعانون إطلاقا من مشكل عقار البناء في ظل توفره بما يكفي، أما طرقات البلدية فيبدو جليا أنها في حالة متقدمة جدا من الاهتراء، وهو ما يستدعي ضرورة إصلاحها في القريب العاجل، ذلك أنه وبمجرد سقوط قطرات قليلة من المطر تتحول الحفر بها إلى برك وأوحال يصعب فيها حركة سير المركبات والراجلين على السواء، وفي ذات السياق دائما ونظرا لكون المنطقة تحتل موقعا استراتيجيا، كونها تمثل محطة عبور مهمة بالولاية، إذ تمر عليها يوميا أزيد من 26 حافلة تعمل على مستوى المدن الكبرى، غير أنها بمقابل هذا تفتقر لمحطة لنقل المسافرين تعمل على توفير الخدمات الأدنى من النقل وسط ظروف ملائمة. من جهتهم، فلاحو المنطقة طرحوا عدة مطالب تخص إجمالا ضرورة فتح المسالك الريفية لتيسير القيام بمختلف أنشطتهم في المجال، كما ألحوا على ضرورة منحهم تراخيص تسمح لهم بحفر آبار لاستغلال مياهها في السقي أراضيهم، مع تعزيز نشاطهم الفلاحي بالكهرباء الريفية. الشباب المستفيد من محلات الرئيس غير راض أما شباب البلدية، فقد اختصروا مطالبهم في عدة نقاط أبرزها؛ إنجاز قاعة متعددة الرياضات، مع العلم أن البلدية تضم عديد المرافق الترفيهية من بينها ملعب معشوشب، 9 ملاعب جوارية، مركب رياضي ومسبح هو الآن قيد الإنجاز، كما ألح عدد منهم على ضرورة إنجاز معهد إسلامي في ظل افتقار البلدية لمدرسة قرآنية، وكذا خلق مساحات خضراء للتنزه والترفيه تيسر عليهم فرص الاستجمام أثناء العطل. هذا كما ناشد هؤلاء الشباب الجهات الوصية توزيع الحصص المتبقية من محلات الرئيس، ذلك أنه لم يتم لحد اليوم توزيع سوى 63 محلا من أصل 150 محلا، وفي ذات السياق اشتكت ممثلة عن هؤلاء المستفيدين من هذه المحلات، ضيق مساحة هذه الأخيرة إلى جانب افتقارها للكهرباء، وهو ما حرمهم من استغلالها تبعا لمشاريعهم رغم مرور نحو8 أشهر كاملة على استفادتهم من العقود التي تسمح لهم بمزاولة مختلف نشاطهم. مشاريع تنموية عديدة في الأفق من جهتها، كشفت مديرية التخطيط بالولاية بأنه وباعتبار البلدية منطقة فلاحية فإن من شأن التحويلات الكبرى أن تسمح لها بتحقيق استفادة كبرى منها، كما صرح أن دائرة «حمام السخنة» على وجه العموم استفادت من 115 عملية وبغلاف مالي يصل إلى 288 مليار سنتيم، والتي ستسمح بإنجاز عديد المشاريع التنموية التي ستعمل لا محالة على التقليل من النقائص المسجلة في مختلف مجلات الحياة، ومن ثمة التقليل بالضرورة من حجم معاناتهم، أما مديرية الطاقة والمناجم فقد ذهبت بدورها إلى التأكيد بأنه سيتم التكفل بالانشغالات المطروحة التي تخص الكهرباء وفقا للموارد المالية المتاحة، فيما سيتم التكفل بمطلب تزويد التجمعات ال4 التي تفتقر للغاز الطبيعي قبل نهاية السنة الجارية، أما مديرية البيئة فكشفت عن تسجيل مركز للردم التقني للنفايات يعد الثاني من نوعه على مستوى الولاية، وقد تم إنجازه في انتظار تجهيزه بما يلزم من عتاد، وقد اشترط والي ولاية سطيف «عبد القادر زوخ» أن توظف الموارد البشرية من ذات البلدية حتى توفر مناصب شغل للعاطلين عن العمل، وهو ما سيسمح بفتح باب الرزق لهم. أما مديرية الصحة، فقد أشارت من جهتها إلى استفادة المؤسسة الصحية بذات البلدية من التوسعة، وهي جارية حاليا، كما وعدت بمتابعة الصيادلة الذين لا يحترمون مواعيد الدوام المهني ومراقبتهم للحد من التجاوزات التي يقومون بها، ذلك أن تماديهم في ذلك انعكس سلبا على نوعية الخدمات المقدمة في هذا الجانب، كما أفادت أنه سيتم بالموازاة مع ذلك تجهيز قسم الأسنان بكرسي جديد وإنجاز مخبر طبي، أما مشروع المستشفى الذي يتسع ل60 سريرا فقد أكدت أن الدراسة جارية لوقوف على الشروط اللازمة لتحديدها في الصفقة. وفي قطاع التربية، أُعطي لرئيس البلدية الاختيار بين أمرين؛ إما البحث عن مدرسة تعاني الاكتظاظ لتعزيزها بتك الحجرات الثلاث، وإما خلق مجمع مدرسي ب6 حجرات، كما كشفت ذات المديرية عن استفادة البلدية من مدرسة هي الآن في طور الإنجاز زيادة على نصف داخلية ب«حمام السخنة» مركز.