بعيدا عن الأمور التقنية والفنية التي تشكل بال المتتبعين بعد كل مرحلة خاصة عندنا في الجزائر بعد أن دخلنا الاحتراف وقطعنا شوطا كبيرا من أول بطولة احترافية ، وكانت الجولة السابقة آخر جولة من مرحلة الذهاب التي عرفت تألق بعض الفرق وتراجع أندية كبيرة ، وأما الباقي فقد تعود على لعب الأدوار الثانوية، وانتظار ليلة الشك للتأكد من البقاء بدل النزول إلى بطولة المظاليم . والأكيد أن الضحية الأولى في أي فريق هو المدرب الذي سيكون كبش الفداء لإسكات المعارضين والأنصار وتخفيف الضغط عن المسيّرين ، لذا تجد المدرب مع كل جولة تلعب إلا وينتظر مصيره المحتوم وحقيبته دائما مجهزة للرحيل ، وهو ما يسفر الرقم المرعب الذي سجل في عدد المدربين الذين تولى تدريب 16 ناد خلال مرحلة الذهاب فقط . 28 مدربا خلال مرحلة الذهاب في أول بطولة احترافية باختتام مرحلة الذهاب فإن عدد المدربين الذين أشرفوا على العارضة الفنية لأندية الرابطة المحترفة الأولى وصل إلى 28 مدربا ، وهو رقم مرعب حسبما أجمع عليه المتتبعين خاصة وأن هناك بعض الأندية غيرت المدرب ثلاثة مرات كاملة دون أن يحدث " الدكليك" الذي يحسن النتائج ، وحسب هؤلاء المتتبعين فإنه يتم إقالة مدربين تقريبا مع كل جولة، وهو أمر مخيف لأن مرحلة الإياب سيشتد فيها الصراع بين الأندية وأي تعثر أو تراجع في النتائج سيكون المدربين الحاليين مصيرهم بين الإقالة والاستقالة أمر حتمي ولا مفر منه وهو ما سيجعل العدد في ارتفاع مستمر، وقد تحطم أول بطولة محترفة رقم قياسي آخر في عدد المدربين المقالين والمستقيلين. إقالة المدربين موضة لرؤساء وفاق سطيف ، عنابة ،تلمسان و البرج بالرغم من أن وفاق سطيف استطاع استعادة البريق الكروي وتحقيق انجازات "عربية، إفريقية ، إقليمية" إلا أن النقطة السوداء لهذا النادي الكبير هي عدم استقرار العارضة الفنية، وكل مرة تكون هناك أزمة للوفاق حيث أشرف عليه خلال مرحلة الذهاب فقط ثلاثة مدربين ، اثنين منهم أجانب ويتعلق الأمر بكل من "جياني ، ديلاكازا"، بالإضافة إلى المدرب "زكري"، وهو أمر لا يشرف إدارة الوفاق بالنظر إلى ما قيل ويقال على احترافية هذا النادي في التسيير، وليس بعيدا عن عاصمة الهضاب العليا نجد الجار أهلي البرج الذي لم يجد ضالته في المدربين وقامت إدارة الفريق باستقدام ثلاثة مدربين أيضا لكن دون جدوى فالأهلي لم يتمكن من الخروج من النفق المظلم، ونفس الشيء لدى النادي العنابي الذي صنع منه رئيس النادي محطة لمرور المدربين مع كل موسم ولم يكتفي الاتحاد بمدرب واحد غير على الأقل ثلاثة وهو ما يحدث هذا الموسم ، من أقصى الشرق الجزائري إلى أقصى الغرب وبالتحديد إلى تلمسان أين نجد حالة الوداد لا تبعث على الارتياح فمازال يتخبط مسيريه في إيجاد المخرج الحقيقي لبلوغ الهدف المسطر، وهو البقاء في حظيرة الكبار حيث انتهجت إدارة الفريق سياسة تغيير المدربين لعل وعسى أن يكون الفرج ويتجنب الوداد شبح السقوط . سعيدة، الحراش والشلف.. الاستقرار الفني وراء النتائج الكبيرة وإن كانت الأندية السابقة عمدت إلى ورقة تغيير المدربين لتحقيق نتيجة كبيرة وإرضاء الأنصار وبلوغ الأهداف المسطرة، فإن العكس حدث في كل من مولودية سعيدة ، اتحاد الحراش والبطل الشتوي المؤقت جمعية الشلف ، وكل هذه الأندية اعتمدت منذ انطلاق البطولة المحترفة على مدرب واحد وهذا الاستقرار الفني ساعد على تحقيق هذه النتائج الايجابية والأغرب أن هذه الأندية لا تمتلك الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها بعض الأندية الأخرى ، بالإضافة إلى أمر مهم أن هذه الأندية اعتمدت على المدرب المحلي ، ووضعت فيه الثقة الكاملة وبأقل التكاليف من المدرب الأجنبي . العقول الأجنبية أخفقت للمرة الألف بعض رؤساء الأندية المحترفة يفضلون المدرب الأجنبي أو كما يحلو للأنصار تسميته ب"العقل الأجنبي" حتى يتباهون به أكثر مما يتحقق على المستطيل الأخضر، وهو ما نتج عنه قدوم وذهاب هؤلاء المدربين الأجانب بالجملة ، والأكثر من ذلك فإن هؤلاء المدربين الأجانب فشلوا على طول الخط في تحقيق على الأقل ما حققه المدرب المحلي ، وهو ما يجعل المتتبعين والشارع الرياضي يطرح العديد من الأسئلة على أي أساس يتم استقدام المدربين الأجانب؟ ، هل على ما يحملونه من شهادات علمية وميدانية أم للراتب الشهري والمزايا الكثيرة التي يشترطها قبل إمضائه العقد أو هناك أوراق أخرى تحت الطاولة تلعب بين هؤلاء المدربين ورؤساء الأندية بعيدا عن الأضواء. آلان ميشال، رونار، غاموندي مدربون على الورق في انتظار بقية المشوار إن كان المدرب الايطالي "جياني" والاسباني "لوزانو" والسويسري "غيغر" قد فضلوا العودة إلى بلدانهم وتطليق الميادين الجزائرية بالثلاث بعد أن شاهدوا العجب في أول بطولة احترافية ليس من قبل المسيرين فقط بل حتى من قبل اللاعبين ، ليبقى مصير زملائهم بين السماء والأرض خاصة للمدرب الفرنسي المخضرم "ألان ميشال" الذي لا يلقى الإجماع والكل يطالب برأسه ، وهو ما قد يحدث خلال الجولات القادمة، كما أن المدرب الأرجنتيني "غاموندي" لا يعرف إلى حد كتابة هذه الأسطر ما يخبئه له القدر ، وإكمال المشوار مع أبناء العقيبة على كف عفريت، فيما يبقى كل من الفرنسي"رونار" الذي أخفق في أول مباراة له مع الاتحاد العاصمي وهو ما قد يصعب من مهمته خلال مرحلة الإياب خاصة وأن رئيس نادي سوسطارة يطالب بالأدوار الأولى وضمان المشاركة الإفريقية ، ولعل المدرب الوحيد الذي يبقى الجميع ينتظر منه الكثير ومرشحا ليكمل مشواره التدريبي بنجاح هو المدرب الايطالي "ديلاكازا" مع ناديه الجديد وفاق سطيف .