قلل عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أمس من أهمية ووزن ما بدر من بعض القيادات الحزبية مؤخرا التي أعلنت عن ما اصطلح على تسميته بحركة التأصيل والتقويم، وقال إنها لا تصنف حتى في خانة » الهزات« التي سبق وأن عرفها الحزب العتيد، مشددا على أن الأفلان ليس حزب طوائف ولا هو ملكية أشخاص وأسماء بعينها، ودعا القيادات الغاضبة إلى الاحتكام للجنة المركزية والترفع عن أسلوب الشائعات التي قال بأنها لا تليق بمقام الرجال ولا تخدم الحزب ولا تنفع أصحابها« مثلما كان منتظرا، لم يفوت الأمين العام للأفلان فرصة اللقاء الذي جمعه أمس بالمشرفين على عملية تجديد مكاتب القسمات وأمناء المحافظات، دون الخوض في موضوع القيادات الحزبية الغاضبة والتي أعلنت عن ما أسمته حركة التأصيل والتقويم، موجها إليها رسائل شديدة اللهجة تحمل تحذيرات صريحة ومباشرة من عواقب التمادي في هذا النهج وهو الإساءة للحزب. وربط بلخادم بين غضب هذه القيادات والإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي في أعقاب المؤتمر التاسع، مذكرا الحضور أنه خاض مشاورات ماراطونية استغرقت شهرا و3 أيام قبل اختيار قيادة جديدة للحزب، ومن وجهة نظر بلخادم حتى لوقع الاختيار على تشكيلة أخرى غير التشكيلة الحالية، فإنه لن يكون ممكنا تفادي حالة الغضب، فمن غير المعقول من وجهة نظره إرضاء 350 عضوا لاختيار 15 منهم لعضوية المكتب السياسي، وكان يمكن تفهم الغضب لأيام لأنه طبيعي وعادي لكن أن تستمر »القلاقل« مثلما وصفها بلخادم التي بدأت في أعقاب الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي، وتتحول إلى عمل تجزيئي وتشطيري للحزب، »هذا ما لا يمكن القبول به«، مثلما أكد عليه الأمين العام للحزب العتيد. وبدا بلخادم حازما، في كلماته الموجهة بشكل مباشر إلى القيادات الغاضبة، لأن ما يقومون به من وجهة نظره، استهداف للحزب، وأن استهداف الأفلان هو استهداف للجزائر، مذكرا بأن ما عرفته الجزائر من مآس في العشرية المنقضية كان نتيجة للمؤامرة التي تعرض له الحزب العتيد سنة 1988، ورغم التحذيرات الصريحة التي وجهها لقادة ما يسمى بالتقويمية، فإن بلخادم كان حريصا على الحفاظ على شعرة معاوية بينه ومعارضيه، موضحا أنه لا يلقي باللوم عليهم بل يحترم آراءهم كقياديين في الحزب، ودعاهم للاحتكام إلى هيئات الحزب ومنها اللجنة المركزية والتعبير عن ما يرونه من انحراف أو حتى اختلاس ورشاوي، والترفع عن أسلوب الشائعات والتي »لا تليق بمقام الرجال ولا تخدم مصلحة الحزب ولا تنفع أصحابها« مثلما يذهب إليه بلخادم. وفي سياق موصول بالرسائل التي حرص على توجيهها لمعارضيه، أكد الأمين العام للأفلان أن الحزب العتيد ليس حزب طوائف ولا هو ملكية لأشخاص، بل إن المسؤولية في الأفلان هي الحفاظ على استمرارية رسالة الفاتح نوفمبر التي كانت المنطلق لتحرير البلاد وتعميرها، وأضاف قائلا»إنها منقصة للرجال أن يقولوا إنهم تابعين لفلان« بينما يفترض فيهم التمكين للفكر الجبهوي، مشيرا إلى وجود إقبال كبير على الحزب من قبل الشباب، ويفترض في القيادات الحالية للأفلان أن تكون القدوة، مؤكدا بالقول»لا يجب أن نورثهم عيوبنا حتى لا يكبروا على العوج«، منتقدا الذين لا يرون في الأفلان إلا ظهرا يركب، قائلا »إن الطموح مشروع لكن أن تبصق على اليد التي أكلت منها فهذا هو المرفوض«، مبرزا أن قيمة المناضل في ذاته وليس في المناصب والمواقع التي يتولاها. وفي معرض حديثه عاد الأمين العام للأفلان للتأكيد على أن ما يشهده الحزب من خلافات هي ظاهرة صحية »حتى وان لم تقتنع وسائل الإعلام بهذه التصريحات«، مضيفا أن الأفلان هو الحزب الوحيد الذي يتعارك مناضلوه لتولي مناصب المسؤولية فيه ورغم عدم الاختلافات إلا أنهم لا يغادرون الحزب على عكس ما يحدث في العديد من الأحزاب السياسية التي يستسلم مناضلوها لمجرد مشكل بسيط.