نشرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية شهادات بعض الإسرائيليين الذين عاصروا الفترة التي أعقبت وقف الحرب بين مصر وإسرائيل، وما تلاها من مرحلة مفاوضات السلام بين البلدين، لتكشف هذه الشهادات أسرار هذه الفترة، واللقاءات التي تمت بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق، «مناحم بيجن»، وكذلك اللقاءات التي تمت بينهما في أسوان والإسماعيلية وشرم الشيخ وتل أبيب والقدس. وذكر إعلامي إسرائيلي أنه أصر على نشر تفاصيل العلاقات الشخصية الحميمة التي جمعت السادات وبيجين، وتحدث عن كواليس اللقاءات التي جمعت السادات وبيجين في أسوان والإسكندرية والإسماعيلية وشرم الشيخ، لمناقشة كل ما يتعلق باتفاقية السلام بين البلدين، التي وقعت برعاية أمريكية في منتجع «كامب ديفيد» بالولايات المتحدةالأمريكية عام 1979، عقب زيارة السادات إلى إسرائيل نوفمبر 77، وخطابه الذي ألقاه في البرلمان الإسرائيلي «الكنيست». وأضاف المحلل السياسي الإسرائيلي، أنه نظراً للساعات الطويلة التي كانا يقضيانها سوياً، ومعرفتهما الجيدة للغة الإنجليزية، جعلت الاثنان يرفعان التكليف والبروتوكولات الرئاسية وينادى كل منهما الآخر باسمه مجردا من لقبه الرئاسي أو الحكومي، ويتسمران معا، وكان يُسمع من بعد "قفشات" وضحكات الرئيس السادات العالية مع مناحم بيجين الذي استضافه هو والوفد الإسرائيلي المرافق له في أسوان جانفي 1980، بعد 10 أشهر فقط من توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، حتى وصل الأمر إلى أن السادات أطلع بيجين ووزير الدفاع موشيه ديان، الذي أصبح وزيرا للخارجية، على جزء من "تاريخ مصر" عندما عرض لهما وثيقة استسلام النظام الملكي لثورة الضباط الأحرار، وكانت الوثيقة بخط الملك فاروق الذي حاربنا في 48، على حد قوله. كما كشف المصدر الفضول الذي اعترى إسرائيل بسبب اختيار السادات الفريق حسنى مبارك ليكون نائباً له، لأن مبارك وقتها لم يكن إلا أحد القادة العسكريين للرئيس السادات، من خلال عمله كرئيس لسلاح القوات الجوية في حرب أكتوبر 73، وظلت التساؤلات تسيطر على تل أبيب حتى استغل مناحم بيجين إحدى لحظات الود في جلسة مع الرئيس السادات، وسأله بيجن عن سر اختياره لمبارك نائباً له؟ فأجاب السادات: "اخترت مبارك ليكون نائباً لي ثم رئيساً لمصر من بعدي، ليحافظ على السلام معكم، وإنه وعدني، أي مبارك، بتنفيذ هذا بعدما أوصيته".