قفزت أسعار اللحوم البيضاء إلى الخطوط الحمراء بأسواق البويرة، حيث تعدى سعر الكيلوغرام الواحد لها إلى 300 دج، في حين وصل سعر البيضة الواحدة إلى 10 د،ج في الوقت الذي تسجل فيه المصالح الفلاحية إنتاج 22 ألف طن من اللحوم البيضاء سنويا و300 مليون حبة بيض وكذا 89 ألف طن من اللحوم الحمراء. عرفت أسواق البويرة هذا الأسبوع ارتفاعا فاحشا في أسعار اللحوم البيضاء والبيض، الشيء الذي اندهش منه جموع المتسوقين، حيث راحوا يتساءلون عن هذا الغلاء بعدما اعتادوا اقتنائها، في الوقت الذي وصلت فيه اللحوم الحمراء إلى 1000دج للكيلوغرام الواحد، رغم أن البويرة تعد من الولايات الفلاحية وتشتهر بتربية المواشي والدواجن. فالمتجول عبر أسواق البويرة هذه الأيام يلاحظ الارتفاع الفاحش في أسعار الحوم البيضاء التي كانت على الدوام الملجأ الوحيد للعائلات ذات الدخل المتوسط والمحدود، إلا أن هذه "الخرجة الجديدة" للتجار الذين لا يترددون في رفع الأسعار في محاولة منهم لتحقيق أكبر هامش من الأرباح، حيث أضحوا اليوم يغتنمون كل الفرص الممكنة لتحقيق مآربهم لاسيما في ظل السكوت القاتل لغياب المراقبة التجارية، مما ألزم هؤلاء المستهلكين بالإقبال على اللحوم البيضاء المجمدة والتي هي الأخرى لم تكن في متناول الجميع. ومن خلال تواجدنا بإحدى أسواق البويرة، الذي يعرف إقبالا واسعا للمتسوقين كونه يتوسط المدينة، على جانب وقوعه على مقربة من محطات نقل المسافرين الثلاث، لاحظنا العزوف الشبه الكلي على شراء هذه اللحوم التي أصبحت في نظرهم من الكماليات، متسائلين في نفس الوقت عن سر ارتفاعها في غياب أية مناسبة دينية معينة، على اعتبار أن هذا الغلاء كثيرا ما يتزامن مع إحدى المناسبات، وهي الأجواء نفسها التي تعرفها أسواق كل من «الاخضرية» و«عين بسام» وحتى «سور الغزلان»، وقد تأسف المتسوقون الذين اقتربنا منهم لتقصي آرائهم حول أحوال السوق من هذا الارتفاع الفاحش في أسعار اللحوم البيضاء، وراحوا يقاطعون شرائها متسائلين في نفس الوقت عن الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع الجنوني والذي دون شك سيحرم الكثير من أرباب العائلات ابتياعها لأسرهم، بعدما طلقوا اللحوم الحمراء التي تعدت أسعارها الخطوط الحمراء. نفس الانشغال طرحه المتسوقون من ارتفاع البيض والذي وصل إلى 10 دج للحبة الواحدة، والذي دون شك سيخلق متاعب لربات البيوت اللواتي اعتدن على تحضير هذه المادة للأبناء على اعتبار أنهم من بين الأكلات المفضلة لديهم، وعدد منهن رحن يناشدن عبر هذا المنبر الحر التجار بالرحمة والاعتدال فالدنيا طويلة والربح والرزق على الله يمنحه لم يشاء على حد تعبيرهم وينتزعه على من يشاء، وبين تقديرات المصالح الفلاحية بالبويرة وواقع السوق بالولاية معادلة عكسية فأين يكمن الخلل.