معنى تسمية كذبة أفريل كانت فرنسا بعد تبني أول دولة تعمل بهذا التقويم، وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس، وينتهي في الأول من أفريل بعد أن يتبادل الناس هدايا رأس السنة الجديدة، وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من جانفي، ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أفريل كالعادة، ومن ثم أطلق عليهم اسم "ضحايا أفريل"، وأصبحت عادة المزاح مع الأصداء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا، ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر ميلادي، ويطلق على الضحية في فرنسا اسم "سمكة أفريل" وفي اسكتلندا "نكتة أفريل الشعب الإنجليزي.. أشهر شعوب العالم كذبا في أفريل وفي رومانيا أيضا وشعبها شغوف جدا بأكاذيب أول أفريل، حدث أن نشرت إحدى الصحف خبرا جاء فيه أن سقف إحدى محطات السكة الحديدية في العاصمة هوى على مئات المسافرين، وقتل عشرات المسافرين وأصاب المئات بإصابات خطيرة، وقد سبب هذا الخبر المفزع الذي لم تتحرى الصحيفة قبل نشره هرجا وذعرا شديدين، وطالب المسؤولون بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة الذي تدارك الموقف بسرعة وبذكاء فأصدر ملحقا كذب فيه الخبر، وقال في تكذيبه "كان يجب على المسؤولين قبل أن يطالبوا بمحاكمتي أن يدققوا في قراءة صدور العدد الذي نشر فيه هذا الخبر، فقد كان في الأول من أفريل، ومن يومها دأبت الجريدة على نشر خبر مماثل في أول أفريل من كل عام، ومن أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم كذبا في أول أفريل، هذه الكذبة التي جرت في أول أفريل عام 1860 في هذا اليوم حمل البريد إلى المئات من سكان لندن بطاقات مختومة مزورة، تحمل في طياتها دعوة كل منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية "لغسل الأسود البيض" في برج لندن، في صباح الأحد أول أفريل مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم، وقد سارع الجمهور الغفير من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة، وهناك كذبة أخرى اشتهر استخدامها في أول أفريل في بريطانيا وهو أن يبعث أحد الناس بمئتي رسالة إلى مديري دور الأعمال الكبيرة بطلب منهم بأن يتصلوا برقم هاتف يحدده في رسائله لأمر مهم جدا ومستعجل، ويحدد موعد الاتصال فيها بين الساعة الثامنة والعاشرة من صباح أول أفريل، وتكون النتيجة أن يظل صاحب رقم الهاتف المذكور في شعل شاغل بالرد على مكالمات واستفسارات المديرين طوال يوم أول أفريل، وقد ضربت هذه الكذبة الرقم القياسي في استخدام الشعب الإنجليزي لها. مآسي بسبب كذبة أفريل إلى جانب هذه المواقف المضحكة هناك مآسي باكية حدثت بسبب كذبة أول أفريل، فقد حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن، فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر أي أحد لنجدة السيدة المسكينة، إذ كان ذلك اليوم صباح أول أفريل، ولعل السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو لماذا يكذب الناس ؟ قال الباحث الإنجليزي "بون شيمل" الذي شغل نفسه بالكذب وبالبحث عن أصوله، دوافعه ومسبباته" إذا كان الكذب قد أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات، ويستخدمونه في شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة، فإن كل الأدلة تثبت أن المرأة أكثر استخداما للكذب من الرجل"، وأضاف أن السبب في ذلك يرجع إلى عاملين، أولهما عامل نفسي عاطفي فالمرأة أكثر عاطفية من الرجل، ولأن الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطهما بالجانب العقلاني، فالنتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرجل.... وتابع العامل الثاني أن الكذب بصفة عامة هو صفة سمة المستضعفين والإنسان غالبا ما يلجأ إلى الكذب للإحساس بالضعف من حالة من المعاناة والاضطهاد، وللهروب من واقع أليم يعيشه ولأن المرأة خلقت أضعف من الرجل وعاشت على مر العصور، وفي مختلف المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر، فكان لابد وأن تلجأ إلى الكذب... وأن هذه الأكذوبة تجاهلها البويريون ولا يعرفون عنها شيئا.