أصبحت ''سمكة أفريل'' أو ''كذبة أفريل'' تقليدا سنويا تخلده المجتمعات العربية بمختلف فئاتها في الفاتح أفريل من كل سنة، غير أن جل ''مخلدي'' هذه العادة إن لم نقل كلهم ''نقلوها'' عن الغرب دون التمعن في خلفياتها• تشترك جل الكتابات المتعلقة بهذا التقليد في تنوع الآراء والمواقف وما يرتبط بها من سياقات تاريخية، فبعض الباحثين يزعمون أن ''كذبة أفريل'' ظهرت لأول مرة في فرنسا بعد تبني التقويم السنوي المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام ,1564 والذي يبدأ العام الميلادي فيه من أول جانفي بعد أن كان يبدأ أول أفريل، وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم• وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ يوم 21 مارس وينتهي مع حلول شهر أفريل• وعندما تم تحويل عيد رأس السنة رفض بعض المحافظين التقويم الجديد، مما جعلهم محط سخرية الآخرين في أول أفريل من كل عام، حيث ترسل لهم الهدايا الكاذبة والأخبار غير الصحيحة• ومن ثم أطلقت عليهم صفة ''ضحايا أفريل'' وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى غيرها من البلدان الأوروبية الأخرى• وتشير كتابات أخرى إلى أن عادة كذبة أفريل، لم ترتبط دائما بالمزاح والمرح، فقد عرف التاريخ المعاصر عددا ليس بقليل من الأكاذيب لم تكن في واقع الأمر أكاذيب من أجل المزاح والمرح رغم أنها كانت في شهر أفريل• وتروي أشهر القصص التي يرجح أنها السبب الرئيس في شيوع عادة كذبة أفريل، أن القوات الألمانية وبعد الحرب العالمية الأولى شرعت سنة 1922 في تنفيذ ما عرف ''حرب استنزاف'' ضد الحلفاء، خاصة ضد البوارج والسفن التجارية والحربية البريطانية والأمريكية، حيث استطاعت الغواصات الألمانية أن تغرق عددا كبيرا من الغواصات والسفن البريطانية والأمريكية، بشكل غريب وعجيب، إلى حد اتهام مجموعة من الصحف والمنابر الإعلامية الغربية، خاصة في بريطانيا، بعض العسكريين البريطانيين على وجه الخصوص بالعمالة للألمان• وذلك للسهولة التي تمكنت منها الغواصات الألمانية من إصابة عدد كبير من السفن البريطانية والأمريكية إصابات مباشرة• وفي هجوم مضاد بغية تنظيف المحيط الأطلسي من الوجود الألماني، جهزت الولاياتالمتحدةالأمريكية أسطولها الحربي، ودخلت في معارك ضارية تحت الماء مع الغواصات الألمانية، لتعلن بعد ذلك أنها استطاعت أن تنظف المحيط من الوجود الألماني، وأنه بات على سفنها أن تتجول في المحيط بكل أمن وسكينة• وكان ذلك في أفريل ,1922 إلا أنه بعد أيام قلائل، بدأت الغواصات الألمانية في قصف الموانئ والسفن الراسية فيها من أماكن قريبة جدا إلى اليابسة• فخرجت الصحف الأمريكية في الأيام الموالية بما سمته فضيحة ''كذبة أفريل''، كتعبير عن سخريتها من البيانات العسكرية التي تحدثت عن نظافة المحيط الأطلسي من الوجود العسكري الألماني•