يشتكي سكان بلدية «شعبة العامر» الواقعة جنوب شرق بومرداس من النقص الفادح في المرافق الضرورية للحياة ومستلزماتها، على غرار الغاز طبيعي والمياه الصالحة للشرب والإنارة العمومية وذلك على مستوى جل الأحياء التابعة لها، إضافة إلى التدهور الكبير الذي تعرفه وضعية الطرقات بها منذ سنوات عدة، ويبقى أهم مشكل تتخبط فيه تلك التجمعات والذي يتكرر مع حلول كل موسم شتاء هو انسداد البالوعات مما يجعل الأمطار تتسرب إلى داخل بيوت القاطنين بها. أكد عدد ممن التقيناهم رفعهم جملة هذه الانشغالات إلى المسؤولين المحليين على اختلاف درجاتهم، إلا أن الوضعية الكارثية التي يعيش على وقعها السكان باقية على حالها، ولم تشهد إلا التغير نحو الأسوأ يوما بعد يوم، وترجع معاناتهم إلى وقت استفادتهم من سكنات بتلك الأحياء التي تغيب فيها مختلف ضروريات الحياة، وكنموذج عن ذلك وقفنا على واقع الحياة بحي «عزوزة» المتواجد بذات البلدية والذي لا يزال القاطنون به ينتظرون وإلى حد الساعة إيصالهم بشبكة غاز المدينة، خاصة وأن معاناتهم تزداد شتاء، أين تكثر الحاجة إلى هذه الطاقة الحيوية، وما زاد من معاناتهم أكثر تسجيل نقص في قارورات غاز البوتان أحيانا وندرته أحيانا أخرى، وهو ما يصعب على الكثير من أرباب العائلات في مواجهة رحلات الطويلة من أجل الحصول عليها من خارج البلدية، لتجد ربات البيوت بعدها أنفسهن في حيرة في طرق استغلال القارورة الواحدة بين الطهي من جهة والتدفئة من جهة أخرى. نفس الظروف والأحوال تعيش على وقعها العائلات التي تقطن بالمجمعات السكنية الأخرى المنتمية إلى ذات البلدية، والتي تتنوع بين السكنات التساهمية والاجتماعية، ولا يعد مشكل الغاز النقطة السوداء الوحيدة بذات البلدية، بل إن هناك مشاكل أخرى عقدت أوضاعهم المعيشية، وحوّلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق، ومنها نقص الإنارة العمومية التي كثيرا ما تجعلهم يقبعون في ظلام دامس، وهو ما يمنعهم من الخروج إلى الشوارع ليلا، على اعتبار أن في ذلك تهديد على حياتهم، كما أن هذا المشكل ساهم في استفحال ظاهرة السرقة من جهة، وانتشار الكلاب الضالة بالإقامة الدائمة بالمكان، وما زاد من معاناتهم أكثر هو مشكل تدهور حالة الطرقات غير المعبدة والانتشار الواسع للحفر الكبيرة والخطيرة التي تتوزع بها في كل ركن فيها، وهو ما يجعل المواطن يواجه صعوبة بالغة في المرور، خاصة في الأيام التي تعرف هطول الأمطار حتى ولو كانت كمياتها قليلة. وفي سياق موازي، ما تزال حنفيات حي «أولاد سعيد» التابع لذات البلدية جافة، ولا يزال بدورهم السكان ينتظرون تزويدهم بالماء الشروب وإنهاء معاناتهم مع العطش، فغياب هذه المادة الحيوية جعلتهم يعتمدون على مياه الصهاريج بصورة دائمة، فيما يلجأ البعض الآخر إلى الحنفيات العمومية، يحدث هذا معهم رغم مرور مدة طويلة على إقامتهم بذلك الحي، الذي لم يعرف أي مشروع خاص لإقامة شبكة الماء الشروب إلا بعد تكفل مؤسسة «الجزائرية للمياه» بمهمة التسيير، وأمام هذه الأوضاع المزرية التي يكابدها سكان مختلف الأحياء التابعة ل«شعبة العامر»، يجدد هؤلاء مطالبة السلطات المحلية الالتفات إلى جملة تلك النقائص ومن ثمة العمل على تسوية ما أمكن منها، مؤكدين في ختام حديثهم إلى "الأيام" أنها تعمدت غض النظر عما يحصل معهم في محاولة من مسؤوليها على حد تعبيرهم لتجاهلهم.