نفى مصدر قيادي في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجود أية خلافات على منصب رئاسة الجمعية، وأكد أن الوصية التي تركها الشيخ الراحل «عبد الرحمان شيبان» ستتجسّد، واصفا ما تمّ تداوله عن «الانقسامات المزعومة» ب«التكهنات الخاطئة والفتن الباطلة». وموازاة مع ذلك يبقى الشيخ «محمد الأكحل شرفاء» المرشح الأكبر لتولي تسيير أمور الجمعية إلى جانب الدكتور «عمار طالبي». علمت «الأيام» من مصدر مسؤول في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أن اجتماع المكتب الوطني الذي انعقد أمس بالمقر المركزي للجمعية بالعاصمة توصل إلى تحديد تاريخ 16 و17 من شهر سبتمبر المقبل من أجل عقد الجمعية العمومية الانتخابية التي من المنتظر أن يتم خلالها اختيار خليفة للشيخ الراحل الدكتور «عبد الرحمان شيبان» على رأس الجمعية. ومعلوم أن النظام الداخلي للجمعية ينصّ على انتخاب رئيس جديد لها في حال شغور هذا المنصب في غضون شهرين على الأكثر. ويعتبر اجتماع أمس الأول من نوعه منذ رحيل الشيخ «شيبان» نهاية الأسبوع الماضي، وبحسب ما توفر من معلومات فإن هذا اللقاء خصّص بالأساس لبحث مستقبل الجمعية وكذا انتخاب قيادة جديدة في القريب العاجل، وبرّرت الجهات التي تحدّثت إلينا اختيار منتصف شهر سبتمبر القادم ببعض الالتزامات التي يفرضها الدخول الاجتماعي المقبل بالنظر إلى الارتباطات الكثيرة لقياداتها في التدريس ومختلف المسؤوليات. وفي انتظار استكمال الترتيبات اللازمة من أجل عقد الجمعية العامة الانتخابية فإن المكتب الوطني أسند أمور تسيير شؤون تسيير الجمعية إلى نائب الرئيس الشيخ «محمد الأكحل شرفاء»، على أن يخلفه في هذه المهمة النائب الأول الدكتور «عمار طالبي» عند حدوث طارئ. ومن هذا المنطلق يبقى هذان القياديان أبرز المرشحين لخلافة الشيخ «عبد الرحمان شيبان» في رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ولو أن الصورة لم تتضح حتى الآن بخصوص كل الأسماء التي ستقدّم ترشيحاتها. ويعود تسليط الضوء على كل من «محمد الأكحل شرفاء» و«عمار طالبي» إلى خبرتهما الطويلة في تولي مناصب المسؤولية داخل الجمعية والنضال في صفوفها، ولو أن الكفة تميل أكثر إلى الشيخ «محمد الأكحل شرفاء» بحكم السن وهو الذي له باع هو الآخر كونه ناضل لسنوات طويلة إلى جانب الشيخ «عبد الرحمان شيبان» ولازمه كثيرا في مسيرته للحفاظ على النهج الذي رسمه كل من العلامة الراحل «عبد الحميد بن باديس» وكذا الشيخ «البشير الإبراهيمي». وضمن هذا السياق وعلى صعيد متصل أكد عضو مسؤول في الجمعية أنه لا وجود لأية خلافات في قيادة جمعية العلماء المسلمين بخصوص من يخلف الشيخ «عبد الرحمان شيبان»، منتقدا في الوقت نفسه بعض الجهات التي تحاول الإساءة إليها، وذهب محدّثنا إلى حدّ وصف ما يجري بأنه مجرّد «تكهنات باطلة وفتن وكلام فارغ لإحداث شغب داخل الجمعية»، مثلما أفاد ردّا على تلك التسريبات بأن «التفاهم يسود وسط الإخوة ولا إشكال مطروح ونحن سنواصل المسيرة كما ينبغي إذا ما وفّقنا الله لذلك». كما التزم في هذا الشأن بمواصلة السير على نفس النهج الذي رسمه الشيخ العلامة عبد الرحمان شيبان طيلة السنوات التي تولى فيها رئاسة جمعية العلماء المسلمين، وقال إنه ليست هناك أية فتن مثلما يدّعي البعض، وبكثير من الثقة أورد أنه «لا خوف على مستقبل الجمعية».