أجمع دبلوماسيون غربيون على أن موقف الجزائر مما يجري على الساحة العربية عموما وفي ليبيا خصوصا نابع من احترام السلطات الجزائرية للشرعية الدولية ونبذها للمواقف والقرارات الفردية والطرح أحادي البعد. اعتبر دبلوماسيون غربيون بالجزائر أن موقف الجزائر تجاه هذه القضية أو تلك لا يتعارض مع الإجماع الدولي الممثل في هيئة الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى جانب الاتحاد الإفريقي، وفي هذا السياق اعترف كل من «هنري إنشر» سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية و «غزافيي درانكور» سفير فرنسابالجزائر بالموقف الجزائري المتزن والمتوازن تجاه مايحدث في البلاد العربية، مشيدين برصانة الديبلوماسية الجزائرية في التعامل مع الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم العربي العالم بشكل عام. كما اعترف سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في الجزائر «هنري إنشر»، أن هناك مؤشرات لا تبعث على الاطمئنان بخصوص تطورات الوضع في ليبيا، ولم يستبعد وقوع كارثة إذا لم تتضافر جهود المجتمع الدولي من أجل تفادي تكرار سيناريو العراق، كما أكد أن مساعدة الجزائر وخبرتها تبقى مهمة في سبيل تحقيق هذا الهدف من منطلق تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب، معربا عن احترامه لقرار الجزائر الرامي إلى تقنين أي قرار يخص ليبيا بعيدا عن أي نزعة تهورية لتسوية الوضع هناك، حيث قال «نحن في الولاياتالمتحدةالأمريكية نحترم موقف الجزائر وتأييدها للقانون الدولي، ومثلما تعلمون فإن هناك قرارين من جانب مجلس الأمن بالنسبة للوضع في ليبيا، ومن الواضح أن الجزائر تؤيد هذه القرارات ونحن نحترم هذا الموقف وإذا كانت هناك قرارات أخرى من جانب الاتحاد الإفريقي فأنا أعتقد بأن الجزائر ستؤيد هذه القرارات على أساس موقفها المؤيد لأي قرار صادر من المجتمع الدولي»، أما بالنسبة لملف الساحل فقال السفير الأمريكي «هناك تحديات يمكن أن نجتازها بالتعاون مع الحكومة الجزائرية». ومن جانبه قال سفير فرنسا في الجزائر «غزافيي درانكور» أن موقف الجزائر مما حصل في ليبيا كان واضحا بالنسبة للفرنسيين، خصوصا خلال الزيارة التي قادة رئيس الدبلوماسية الفرنسية «ألان جوبي» إلى الجزائر الذي صرح أن موقف الجزائر الذي يبنى على تبني إرادة دولية واحدة بعيدا عن القرارات الأحادية، وقال في هذا الصدد «الموقف الرسمي الفرنسي الوحيد الذي أعرفه هو الذي عبّر عنه وزير الخارجية «آلان جوبي» للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولوزير الخارجية «مراد مدلسي» والذي تأتى بعد جولة من الحوارات بين الطرفين سادهما الصراحة والتفهم»، واعترف «درانكور» بأن بلاده كانت السباقة للاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي رغم استقبال الرئيس الفرنسي قبل شهور للزعيم الليبي «معمر القذافي» بباريس، وأضاف المتحدث «نحن على اتصال دائم مع المسؤولين الجزائريين حول الوضع في ليبيا والتحولات التي يعرفها العالم العربي ونحن متفقان على أهمية ما يجري في ليبيا لكن الاختلاف الوحيد الذي تلقيناه كان يدور حول تدخل الناتو في الموضوع». وقد ركز «غزافيي درانكور» على فكرة أن الوضع العام في البلاد العربية يختلف كثيرا من بلد لآخر وقال في هذا الصدد «نظام الحكم في الجزائر يختلف عنه في ليبيا وتونس وللصحافة هنا بالجزائر دور مغاير لذلك الذي لعبته في تونس، ليبيا وغيرها».